مقالات اجتماعية

الوفاء المستحق لكبار السن

هند الشومر

نص دستور وقوانين الكويت على حقوق كبار السن في الرعاية الكاملة من الدولة وفاء لهم وعرفانا بما قدموه للوطن وبينما تنص قرارات الأمم المتحدة على حقوق كبار السن أيضا فإن ما يدعو للدهشة صدور تعميم من وزارة الصحة يدعو مديري المناطق الصحية إلى اتخاذ إجراءات إدارية حيال حالات المرضى الذين وصفهم التعميم بأنهم طويلي المكوث بالمستشفيات وطلب التعميم من مدير كل منطقة صحية تشكيل لجنة وحصر الحالات وإبلاغ الوزارة عنها وهذا التعميم يمس كرامة وصحة كبار السن ويجعلهم هدفا لإجراءات لم يفصح عنها التعميم.

ولو أضفنا إلى هذا التعميم استبعاد أكثر من 25 حالة مرضية من التغطية التأمينية بوثيقة عافية للتأمين الصحي للمتقاعدين ومن بينها حالات الخرف واضطرابات الذاكرة لأدركنا أن كبار السن والمتقاعدين أصبحوا في أمسّ الحاجة إلى قرارات وإجراءات تصون حقوقهم وتحفظ كرامتهم بل وتحقق لهم الاحترام والوفاء والامتنان الكامل لهم وهم شريحة تزداد في المجتمع عاما بعد عام ويجب تلمس احتياجاتهم للعمل على تلبيتها وليس منعهم من الدخول لفترة طويلة بالمستشفيات أو مطاردتهم بالتغطية التأمينية بعقد عافية.

ونتوقع أن يتسابق القطاع الخاص لإنشاء دور ضيافة لكبار السن تليق بهم وبمكانتهم وتراعي احتياجاتهم وتحفظ كرامتهم، ويجب النأي بكبار السن عن أي تصرفات أو إجراءات قد تمس كرامتهم مثل هذا التعميم الذي يتعارض مع القانون رقم 70 لسنة 2020 في شأن مزاولة مهنة الطب وحقوق المرضى والمنشآت الصحية والذي وضع قيودا على إخراج المرضى من المستشفيات بعد انتهاء علاجهم وعلى كل من حاول المساس بكرامة وحقوق كبار السن أن يعتذر لكل كبير بالسن ويقبل رأسه حبا وعرفانا وامتنانا لما قدموه من خدمات جليلة لهذا الوطن.

وكان من الأولى أن يصدر تعميم للدعوة إلى التفاني في رعاية كبار السن أو التأكيد على القرارات والتعاميم السابقة بشأن أولوية رعاية كبار السن وإعطائهم حقوقهم الكاملة التي كفلها لهم الدستور، خاصة أن الكويت لها الدور الريادي على مستوى جميع دول العالم لتشجيع المبادرات والبحوث لرعاية كبار السن ومن خلال الجائزة التي تحمل اسم المغفور له بإذن الله سمو الشيخ صباح الأحمد لرعاية كبار السن وتعزيز الصحة تحت مظلة منظمة الصحة العالمية بجنيف.

وشريحة كبار السن تمثل آباءنا وأمهاتنا وأجدادنا وجداتنا والواجب علينا أن نرد الجميل بتقديم الرعاية الصحية لهم كما تليق بمكانتهم في المجتمع وخدماتهم التي قدموها للوطن في فترة شبابهم.

نقلا عن الانباء

زر الذهاب إلى الأعلى