برنامج فضائي طموح
تتبنى دولتنا بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، برنامجاً فضائياً طموحاً، يستهدف الوصول مع فرق العالم الفضائية إلى استيطان كوكب المريخ الأحمر، إذا توفرت شروط الحياة على سطحه، بعد مرور نحو 100عام من الآن، ويعد العلماء من أبناء الدولة ويؤهلهم لقيادة العمل في مراكز الأبحاث والعلوم الفضائية التي تتوسع في إنشائها عاما بعد عام لتكون قاعدة انطلاق حقيقية لسبر غور الفضاء برجال الإمارات وسواعدهم وعقولهم وإمكانياتهم.
ولعل مشروع «المريخ 2117» التعبير الأكيد عن الطموح الإماراتي لقيادة جهود دولية، وتحالفات علمية بحثية عالمية، لتحقيق الحلم البشري الواعد في إنشاء أول مستوطنة بشرية على سطح المريخ، وتجسيد إرادة القيادة الحكيمة للبلاد التي لا تتوانى عن تسخير كل الإمكانيات المتاحة، وتبذل جهوداً مضنية في سبيل الوصول بالبلاد إلى مصاف الدول الكبرى، ليس بالسلاح والنفوذ والقوة والخروج عن القوانين الدولية والأخلاقية، ولكن بسياسات الدولة ومدى مساهمتها في تعزيز السلم العالمي، ودعم استقرار الدول وأمنها، وحجم مساهماتها الإنسانية والإنمائية في دول العالم المختلفة.
الانطلاق نحو الفضاء ليس رحلات ترفيهية أو سياحية، فهو يتطلب إنشاء قاعدة علمية بحثية جبارة، تستلزم رصد مليارات الدراهم للإنفاق عليها، وإنشاء جامعات وكليات ومعاهد متخصصة في علوم الفضاء على اتساعها ودقة تفاصيلها وشموليتها، يتخرج منها العلماء الإماراتيون المتخصصون في الفضاء على اتساعه، وليس كوكب المريخ فقط، والذي يعتبر البداية وليس نهاية المطاف.
الإمارات ستشهد بالتأكيد في المرحلة الحالية وخلال العقود المقبلة، ثورة علمية شاملة ستعم البلاد من أقصاها إلى أقصاها، يجب أن تستعد مدن الدولة لها من الآن بإعادة هيكلة وبناء القواعد العلمية المطلوبة، ومؤسسات البحث العلمي، فكل مؤسسات الدولة يجب أن تتحدث علوما صباح مساء، وتفكر بالمنطق العلمي، وتعمل بالجديد الابتكاري المتميز.
وهذه النهضة العلمية تستوجب أن تكون طواقمها البشرية علماء بالمعنى الحقيقي للكلمة، والفرد العالم هنا مشروع بنائي تربوي متكامل، يحتاج جهودا مضنية، وعقلية مختلفة تنجح في التعامل مع عصر بات الذكاء سمة لكل أدواته، وبحاجة ماسة لبنية علمية شمولية يعيش فيها ويطورها فيما بعد، لتتماشى مع مستجدات العصر، وهي تتشكل في كل لحظة على أية حال.
القيادة الرشيدة تستحق كل الحب والولاء من أبناء الشعب بجميع أطيافه، لأنها أثبتت مدى التصاقها بطموحات الإماراتيين وآمالهم وأهدافهم الحالية والمستقبلية، ولحرصها غير المحدود على أن يعيش الإماراتي في أرقى مستوى معيشي ممكن، حرا، وكريما، ليس في وطنه فحسب، بل في أية بقعة على مستوى العالم تطأها قدماه.
وبالحب ستكون الإمارات في طليعة مكتشفي أسرار كوكب المريخ، وبه سيحتل ابن الإمارات مكانته في مقدمة الصفوف العالمية، في الكثير من السباقات التنافسية الشريفة بين الدول في خدمة الإنسانية.
ابن الديرة
ebn-aldeera@alkhaleej.aeOriginal Article