مقالات سياسية

بعد 58 عاما السادات ينادي شعب مصر ( ما أشبه الليلة بالبارحة )

محمد سعيد القبيسي

في المقالة التي كتبها الرئيس المصري السابق أنور السادات ونشرت بتاريخ 30/3/1954م ، والتي حث المصريين من خلالها على عدم الاعتصام والإضراب عن الطعام وتعريض حياتهم للخطر حيث كانت من أهم الأولويات للقيادة آنذاك، وهي طريقة ذكرها أنور السادات بأنها ضرب من ضروب الإرغام على الآخذ بوجهة نظرهم بغض النظر عن سلامة وجهة نظرهم أو عدم سلامتها ، مضيفاً بأنه كان من الممكن أن نجد مبرراً للاعتصام ، لو كانت الحريات ممنوعة من الانطلاق ،
أو كانت هناك قيود تمنع من إبداء الرأي الصريح … أما وقد أطلقت الحريات جميعاً ، وفتحت السجون والمعتقلات جميعاًً ، ومنحت الصحف كل ما تريد وفوق ما تريد من حرية ، فإن أسلوب الاعتصام لم يعد الأسلوب الذي يعبر الإنسان به عن رأيه ، وأضاف نحن لا نمنع أي مواطن من أن يقول كل ما يشاء ، فليقله في خطبة ، أو في مقال ، أو في رسالة أو في كتاب .. فليقله بالطريقة التي يختارها بمحض إرادته .. ولكن عليه أن يمنحنا الفرصة لسماع رأيه ، والتفكير فيه ، وفي إقناعه بخطئه إن كان خاطئا
أو لتنفيذه إن كان على صواب , و خاطب المعتصمون في ذلك الوقت الذين انقسموا في اعتصامين أولهم للسيداتت المطالبات بحقوق المرأة، والاعتصام الثاني لبعض الهيئات العمالية التي كانت تنادي بعدم عودة الأحزاب، حيث توجه إليهم قائلا بأنه كان في استطاعتهم أن يبلغوا قراراتهم للمسئولين، ثم ينتظروا لينظروا ما هم فاعلون، وإن أي قرارات قد تتخذ في ظل الاعتصامات وحرمان البلد من مرافقها العامة المتصلة بمصالح المواطنين قد ينتج عنه قرارات تنقصها الدراسة الوافية أو تشوبها العجلة وعدم الاتزان.
ونادى المصريين في آخر مقاله بأن مصر تناديكم بان تعتصموا ولكن بحبل الله…..
كانت هذه الرسالة التي وجهها الرئيس المصري السابق لعامة الشعب، بأن مصر تناديكم أن تعتصموا ولكن بحبل الله،، ولا تزال هذه الدعوة إلى المصريين بالابتعاد عن كل ما يضر البلاد من اعتصامات لن تجدي وأنها فقط حسب المثل المشهور ( لن تزيد الطين إلا بله )، حيث إن مصر لا تحتمل في الوقت الحالي أي أحداث قد تضر بمصلحتها ومصلحة شعبها ، ولابد من نبذ الخلافات وتوحيد الصفوف والعمل على الوصول إلى الأهداف التي رسمتها الثورة التي قام بها الشعب.
وأود أن اذكر هنا ليس دفاعا عن المجلس العسكري الحاكم الحالي للبلاد ولكن لتوضيح بعض النقاط الرئيسية التيي أكملت بها الثورة مهمتها بفضل جهوده وجهود قوات الجيش، الذي وقف أمام قرارات النظام السابق في إبادة الثورة وسحق الثوار، وامر قواته بالنزول إلى ميدان التحرير لحماية الثوار ، وحماية البلاد وممتلكاتها من ضعاف النفوس والمدسوسين من قبل أعداء مصر العظيمة فلقد كان له الفضل الأكبر في عودة الأمن إلى الشارع المصري، وسيقوم المجلس العسكري بتسليم السلطة بعد الانتهاء من الانتخابات الرئاسية وقد حدد موعد هذا مسبقا، وعليهم ان لايستبقوا الاحداث ويصبروا.
إن الدعوة اليوم ليست للاعتصامات والإحتجاجات لفرض الرأي بالقوة، وليست لعرض المطالب وتحقيقها، وانما للوقوفف صفا واحداً في هذه المرحلة التاريخية الفاصلة في حياة الشعب المصري ، وعلى جميع الأحزاب والقوى السياسية أن تعي بانها في مركب واحد، وعليها ان تعمل على توعية الشعب بأضرار هذه الاعتصامات ونتائجها الوخيمة، وكيف سيؤدي هذا الأمر إلى وقف العجلة الاقتصادية توقف العديد من المصالح، واستمرار حالة عدم الاستقرار، و إثارة الفوضى وضياع الأمن الذي هو أساس ومطلب كل إنسان.
ولتكون الرسالة هي أن مصر تناديكم للاعتصام ولكن بحبل الله….

صورة المقال الاصلية منقولة من الموقع الرسمي لأنور السادات
http://www.anwarsadat.org/project_img/pdf/2461.pdf

زر الذهاب إلى الأعلى