قضايا ودراسات

بورصة مُتْعِبة

خلت بورصة أغنى كتّاب العالم من أي اسم عربي أو آسيوي أو إفريقي، وسجل الكتّاب الأمريكيون أعلى نسبة في الثراء: ستيفن كينغ 400 مليون دولار وقد أخذ فيلم (أطفال الذرة) عن إحدى روايته، جون غريشام، وكان محامياً متقاعداً حقق 200 مليون دولار، وله أكثر من20 رواية منها «صانع المطر» التي نقلت إلى العربية قبل سنوات، في حين حقق توم كلانسي 300 مليون دولار حصدها من وراء تخصصه في أدب الجريمة، أما دانيال ستيل فقد حققت 375 مليون دولار، ولها أكثر من 80 رواية منها «5 أيام في باريس»، وحقق صانع رسومات الكرتون جيم دافيس 800 مليون دولار، في حين حقق دين كونتز 275 مليون دولار وهو أيضاً حقق هذا الثراء من وراء أدب الجريمة، وتقدر ثروة كاندي سبلينغ بـ600 مليون دولار، أما صاحب رواية «نادي قتل النساء» = جيمس باترسون فقد حقق 310 ملايين دولار.. هؤلاء كلهم أمريكيون، غير أن البريطانية «جي كي رولينغ» صاحبة سلسلة «هاري بوتر» المعروفة عالمياً وصلت ثروتها إلى مليار دولار.. أي بما يعادل ميزانية دولة في إفريقيا أو في العالم الثالث.

نشرت الصحافة هذه اللائحة أو هذه البورصة في الغرب من دون إبداء دهشة من القارئ الأمريكي أو الإنجليزي لكن الدهشة أو الاستغراب إن هذه «البورصة» مؤشراتها أمريكية إنجليزية فقط، أي أننا أمام خزانة من الروايات مكتوبة باللغة الإنجليزية سواءً أكان الروائي أمريكياً أو إنجليزياً وبالمناسبة سوف يحظى القارئ العربي في هذه الحال بميزتين.. الأولى أن يقرأ الروايات بالانجليزية مباشرة وما أكثر العرب الذين يقرأون بالانجليزية والثانية أن يقرأ العرب هذه الروايات مترجمة إلى العربية عن لغتها الأم الإنجليزية من دون الحاجة إلى لغة ترجمانية وسيطة..
هل نكتفي بالقراءة فقط.. من دون الحاجة للملايين من الدولارات؟؟
سؤال، ينطوي على مرارة أو سخرية، ولذلك، من الضروري التوقف عند هذه «البورصة» أو التوقف عن قراءة هذه القائمة التي جمعت أثرياء الكتابة، أو، أثرياء الروايات في (نادٍ).. واحد.
لماذا خلت القائمة من العرب؟.. وفي الوقت نفسه لماذا خلت من اليابانيين على سبيل المثال وهم كتاب رواية رائعين بالتقييم الجمالي والإنساني لفن الرواية؟؟.. ثم لماذا خلت من الأفارقة وهم أيضا أسياد الكتابة في جانبها الإنساني أيضاً (..راجع سلسلة ذاكرة الشعوب الروائية التي كانت تصدر في ثمانينات القرن العشرين..».
طرحنا أسئلة لها إجابات.. أولاً لنا نحن العرب مقعد روائي واحد في نوبل أو في استوكهولم (نجيب محفوظ).. ولولا ثروة نوبل لما جمع صاحب «اللص والكلاب» (واحداً على مئة) من ثروة أقل أمريكي في اللائحة أعلاه..
هل نقرأ أو لا نقرأ؟.. السؤال نفسه يمكن أن يصاغ بطريقة أخرى.. هل يقرأ الياباني أو الصيني أو الأوروبي أو الروسي.. أم لا يقرأ؟؟.. وإذا قرأت هذه الشعوب.. فماذا يروي لها كتابها؟؟
الروائي الياباني مركز رواياته ويلات القنبلة الذرية في الحرب العالمية الثانية، والإفريقي لا ينسى العبودية، والفصل العنصري، والصيني يفصل بحذر بين شيخوخة الايديولوجيا الحمراء وأشواق الناس في أقصى درجات بؤسهم أو سعادتهم؟؟.. أما الأمريكي فهو مولع بروايات الجريمة والرعب والجاسوسية والجنس.. مثل ولعه بالهمبرغر ومسدس الكاوبوي..
لا تسأل بعد ذلك عمن يبيع أكثر بملايين الدولارات ولا تسأل عمن يقرأ أو لا يقرأ.

يوسف أبولوز
y.abulouz@gmail.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى