قضايا ودراسات

بين تسريبات السفير والأمير

ابن الديرة

لا سيطرة على محتوى التواصل الاجتماعي. هذا معلوم من قبل، ومعلوم خصوصاً من بعد، حين يتابع المرء سقوط بعض وسائل التواصل إلى الحضيض، لكن اللافت، في مرحلة انحطاط الإعلام القطري والمحسوب على قطر، سقوط فضائيات وصحف في المستنقع ذاته. يقال هذا بمناسبة التعليقات الإعلامية بين قوسين من أولئك على تسريبات السفير يوسف العتيبة، حين تعرض بريده الخاص للقرصنة.
اعترفنا في الإمارات بأن رسائل ووثائق سفيرنا في واشنطن حقيقية وواقعية لأننا لا نخاف من أحد، ولأن سياستنا واحدة ومتسقة مع بعضها بعضاً لأن من ترسمها قيادة الإمارات، ولأن من ينفذها أيد وطنية متقنة ومخلصة. حالنا في الإمارات غير حال جيراننا في قطر، حيث مهندس السياسة والإعلام هو المدعو عزمي بشارة المصاب، على الأرجح، بالفصام، فهو، وهو المسيحي، يعمل، بكل ما أوتي من قوة وطاقة، ضد المسيحيين، وضد الأقليات كافة، كما يعمل، وهو الفلسطيني، ضد فلسطين وقضيتها العادلة، حين يتضامن، خارج كل شرط، مع جماعة حماس، قابلاً كل أخطائها القاتلة، بل مروجاً لها، ومدافعاً عنها إذا لزم الأمر، ودائماً الأمر يلزم في منطق عزمي بشارة وصبيانه المختفين وراء أصابعهم المرتعشة، وخلف مواقعهم المشبوهة. لسان حال هؤلاء دائماً: «يكاد المريب يقول خذوني»، لذلك هم، في كل الأوقات، على الدرجة نفسها من التوتر والتحفز والاستعداد لاتهام الآخر، وطالما أن وثائق السفير العتيبة مسربة، فهي في نظرهم، قطعاً، محل اتهام، فلماذا هذا المنطق الأعوج يا صبيان عزمي بشارة.
عزمي بشارة وصبيانه وقد فضحوا أنفسهم وباتوا مكشوفين، فماذا عن الدولة في قطر؟ أليس فيكم رجل شديد؟
معيب جداً، ولا يستقيم مع العقل أبداً، اعتبار وثائق السفير العتيبة المسربة فرصة سانحة للانتقام من موقف دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية الشقيقة من تسريبات الأمير تميم. المقارنة هنا لا تصح، فالإمارات تتبنى وثائق ورسائل سفيرها المميز الذي تعتز به، فيما تجد قطر في تسريبات أميرها حرجاً شديداً فتختلق تلك الفكرة «الجهنمية»: «خلينا نقول لهم قرصنة ونخلص».
خلافنا مع قطر على نقاط محددة معلومة وهذا ما لا تفهمه قطر، أو ما لا تريد أن تفهمه، أو ما ربما ما لا تستطيع واجهاتها الإعلامية الغبية والساذجة والسفيهة بدءاً من عزمي بشارة وصولاً إلى تابعه المهرج عبدالله العذبة فهمه، فقولوا، بربكم: هل تنجح دولة واجهتها الإعلامية عبدالله العذبة؟
لأن مؤسسات الإمارات تعمل بشكل مدروس، فقد سارعت سفارة الإمارات في واشنطن إلى تأكيد واقعة القرصنة التي تعرض لها البريد الشخصي للسفير، ولم تفهم أبواق الدوحة، من فرط هشاشتها وغبائها، مغزى مبادرة السفارة إلى الإعلان عن الواقعة، فذهبت، أبعد، في أحقادها، التي باتت معلنة. فشكراً للتجارب والأيام التي لم تعرفنا على صديقنا وتكشف عدونا فقط، بل كشفت توجهات السياسة القطرية، من دون مواربة، وفيما أكدت الدوحة أن تسريبات الأمير الشباب قليل الخبرة مفبركة، ذهبت أبواق الدوحة إلى تأكيد مضامينها عبر التعبير عن الأحقاد والشرور المضمرة.
تلك حكاية تسريبات السفير العتيبة باختصار، ونحن في الإمارات، والحديث للجميع، خصوصاً أهلنا في قطر، نعتز كثيراً بسفيرنا المميز يوسف العتيبة، الذي نجح في تحويل سياسة الإمارات إلى خدمات جليلة للإمارات والمنطقة والوطن العربي بأكمله، كما نفتخر بكل حرف في كل كلمة في كل جملة واردة في تسريبات سفيرنا، فماذا عن تسريبات أميركم؟ لماذا تخجلون منها؟ أفيدونا!

ebn-aldeera@alkhaleej.ae

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى