قضايا ودراسات

تحية لجمعية المسرحيين

بعد اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، الخطوة، هذه المرة، من جمعية المسرحيين، وهي خطوة إيجابية بكل المقاييس وبما لا يقاس، فقد استشعرت الجمعية الرائدة خطر التعامل مع الجهات المماثلة القطرية، مؤسسات وأفراداً، ومنعت، في بيان قوي صادر عن مجلس الإدارة، التواصل أو التعاون معها بأية صورة من الصور. جاءت الخطوة استجابة للواجب الوطني وكما شدد بيان الجمعية، فإن أمن الوطن خط أحمر، ولا مساومة.
نعم لا مساومة، ولا مسك العصا من الوسط، ولا صمت، فالمأمول أن تبادر جمعياتنا جميعاً إلى اتخاذ مواقف تعبر عن الانتصار للوطن، لدولة الإمارات العربية الغالية، ضد دولة الباطل والافتراء والظلم، دولة قطر. بهذا الصدد لا بد من الوقوف عند هذه التفصيلة: بيان جمعية المسرحيين كان، في جزئه الأول، رداً مباشراً وصريحاً على بعض الفنانين القطريين الذين خانوا مهنتهم المحترمة ورسالة الفن، وتناولوا الأزمة القطرية، خصوصاً لجهات المقاطعة، بأسلوب مكتنز بالمجانية والتفاهة والإسفاف، بعيداً عن الفن الجميل الراقي وقريباً من السقوط والانهيار والانتحار.
لستم مضطرين يا فناني قطر إلى معاونة الظالم على ظلمه، ولستم مضطرين للإساءة إلى دولة كريمة طالما احتضنتكم وأعطتكم وكرمتكم، في إطار إيمانها بالأخوّة أولاً، وبتقدير المبدعين سواء الإماراتيين أو الخليجيين أو العرب.
في هذا السياق، لا بد من التركيز على فكرة التعارض بين الإرهاب ودعم الإرهاب من جهة، والفن من جهة ثانية، ولو أردنا تجسيد ذلك في جملة مفيدة لقلنا إن الإخوان المسلمين وداعش وأخواتها تحرّم وتجرّم الفن، ولو أتيح لها لذبحت كل فنان من الوريد إلى الوريد.
قالت جمعية المسرحيين كلمتها، وقال اتحاد كتاب وأدباء الإمارات من قبل كلمته، والأمل أن يفهم الجميع أنه لا حياد أبداً في مسألة كبرى كهذه متعلقة باستقرار ومصير الوطن والمنطقة والإنسانية جمعاء.
الحياد في هذا المقام اصطفاف مضاد وموقف سياسي، شاء البعض أم لم يشأ.
ولا حياد مع دولة عاقّة ونظام شاذ. لا حياد مع من قتل وشرّد وحرّض على دم الأطفال وكل أمل مقبل. لا حياد مع من خان المبادئ والأخلاق، وأصبح نذير شر وغراب بين. لا حياد مع قطر، ولا حياد مع كل من يؤيد قطر وينتصر لرأيها السقيم ورايتها المنهزمة. لا حياد مع قطر مرة وألف مرة.
لا حياد، فالحياد هنا ضعف وتخاذل ونكوص، ما لا يستقيم وتطلعات شعبنا العزيز العظيم، ولا آمال الأمة في مجموعها، أمّا الخطاب فموجّه لكل صامت وهو قادر على التعبير، سواء عبر الإعلام التقليدي أو الجديد، أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
وشكراً لجمعية المسرحيين التي أراحت، عبر موقفها المشرّف، فرصة هذه الكتابة، ولعلها فرصة سانحة لتقدير فناني الإمارات، على اختلاف الأجيال، على هذا الإسهام الرائع في بناء وطننا الرائع.

ابن الديرة
ebn-aldeera@alkhaleej.ae

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى