قضايا ودراسات

جرائم الكراهية في الغرب

فتح العليم الفكي
سجلت جرائم الكراهية ضد الإسلام والمسلمين «الإسلاموفوبيا» تزايداً ملحوظاً في الآونة الأخيرة، خاصة مع تصاعد موجات العداء للمهاجرين، التي يغذيها خطاب أحزاب اليمين المتطرف، وشهدت عدة مدن أمريكية وأوروبية جرائم عنصرية راح ضحيتها عشرات الأبرياء، كل جريرتهم أن ملامحهم الشرق أوسطية كافية لدمغهم بتهمة الإرهاب.
وخلال الأسبوعين الماضيين هزت كل من واشنطن ولندن جرائم بشعة تنم عن حقد على المسلمين، حيث تم استهدافهم بشكل مباشر وترصدهم أمام المساجد والمراكز الإسلامية، وباستخدام نفس الأساليب الوحشية التي يستخدمها تنظيم «داعش» الإرهابي كالدهس بالسيارات.
وكان آخر هذه الجرائم وأكثرها حقداً ما حدث لفتاة مصرية في السابعة عشرة من عمرها في إحدى ضواحي واشنطن، حيث ترصدها شاب ثمل وهي خارجة من المسجد، فانهال عليها ضرباً بعصا فأرداها قتيلة في الحال وقام بإلقاء جثتها في بركة قريبة من المسجد.
وأشعلت تصريحات لشرطة مقاطعة فيرفاكس في فيرجينيا، التي قالت فيها إنها لا تحقق في الجريمة على أساس أنها جريمة كراهية، مواقع التواصل الاجتماعي بتعابير الغضب، وتساءل متداخلون لماذا لا يتم التحقيق في هذه الجريمة كجريمة كراهية وعلق أحدهم بقوله نريد حكاماً أقوياء في هذا البلد يدينون جرائم الكراهية.
أما في بريطانيا، وفي شمال لندن وتحديداً في مسجد «فينسبيري بارك» أقدم سائق شاحنة يوم الاثنين الأسبق على دهس مصلين أمام المسجد وهو يصرخ أريد أن أقتل جميع المسلمين، ووجهت النيابة البريطانية للمهاجم تهمة القتل المرتبط بالإرهاب.
وفي نيوكاسل في شمال لندن أيضاً وفي أول أيام عيد الفطر أصيب ستة أشخاص في حادث دهس في ساحة المركز الرياضي بالمدينة حيث كانوا يؤدون صلاة العيد، وقالت الشرطة أيضاً إنها لا تعتقد أن الحادث إرهابي.
ولأن الكثير من جرائم الكراهية هذه لا يتم الإبلاغ عنها- رغم أنه لا يكاد يمر يوم من الأيام من دون وقوع جريمة ضد مسلم أو التعدي على امرأة مسلمة بألفاظ عنصرية أو محاولة نزع حجابها – أطلق مركز مجلس العلاقات الأمريكية – الإسلامية (كير) تطبيقاً على الهاتف المحمول يسمح للضحايا بالإبلاغ عما تعرضوا له من حوادث، لتوثيقها وإبلاغ السلطات.
لقد أثبتت عدة دراسات، أهمها دراسة لمكتب الشرطة الأوروبية «يوربول» بطلان الادعاء بأن الإرهاب مرتبط بالإسلام، فيما أشارت أخرى، إلى أن هناك شبكات وجمعيات ومنظمات ممولة بملايين الدولارات تعمل على نشر المعلومات المضللة عن المجتمعات الإسلامية في الغرب، وتؤجج نيران الكراهية ضدها، وهذا يفرض على مجالس الجاليات الإسلامية وبالتعاون مع منظمة التعاون الإسلامي العمل على فضح هذه الشبكات ومن يديرها.

alzahraapress@yahoo.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى