قضايا ودراسات

جميعنا مسؤولون

ابن الديرة

بدأت تباشير الطقس الجميل تهلّ، وتطالعنا النسمات اللطيفة في أوليات الصباح، وتالي المساءات، وهي فرصة ذهبية لاستفادة الجميع، بالتعامل مع الطبيعة بكل تفاصيلها، ومبادلتها الفائدة والنقاء.
فالرياضة الصباحية، مشياً أو ركضاً أو سباحة، أو على الدراجات الهوائية في الأماكن المخصصة لها في الحدائق والمماشي، تنعش القلب وتذهب الأسقام والأمراض، وتنقّي الأنفاس. وليكن هذا الأمر من جزئيات أبنائنا سواء في مدارسهم، قبيل الدخول إلى الحصص، أو في أيام العطل الأسبوعية، بدل الجولات غير المفيدة هنا وهناك، أو الجلوس لساعات أمام شاشات كل ما تبثّه من إشعاع، يضرّ بالصحة، بدءاً من العينين النعمة الأغلى، مروراً بالظهر والكتفين والذراعين، وانتهاء بالحالة النفسية.
طقس الإمارات الآن مغرٍ، ويتمنّى الجميع التمتّع به من أقصى الغرب، إلى أقصى الشمال، والأماكن كثيرة ومبهجة وتضمّ كلّ ما تشتهيه الأنفس، فالحدائق ترفل بثوب أخضر يانع، وممراتها تزنّرها الورود، ومقاعدها نظيفة ومرتّبة ومريحة، لكن المشكلة في تعامل بعض مرتاديها معها، بنوع من عدم المبالاة، وفي بعض الأحيان، بتعمّد الإساءة، بعدم جمع المهملات والنفايات، ووضعها في الحاويات المخصّصة لها، وتركها تشوّه المنظر، وتضرّ بالبيئة والصحة، رغم التنبيهات والتحذيرات واللافتات التي تؤكد ضرورة الحفاظ على النظافة، وعدم الإضرار بالممتلكات العامة، لأن هذا يؤدي إلى خسارة للوطن عموماً، باضطرار البلديات والحكومات إلى إصلاح ما تشوّه، وحملة تنظيف مكثّفة، لإماطة الأذى، وإبعاد الضرّر. فضلاً عن إحجام الناس عن الذهاب، بسبب التشوّه الحاصل.
ولا تفوتنا الشواطئ الرائعة التي يذهب إليها الناس، لجني أكبر قدر من الفائدة والاستمتاع، بمياه رائقة خلابة ورمال ذهبية مذهلة، فلمَ يصرّ عدد من زائريها، على تشويهها ورمي بقايا أطعمتهم، وأكياسهم البلاستيكية على الشواطئ أو داخل المياه نفسها؟ ألم يفكروا أن هذه من أكثر ما يضرّ البيئة ويقلّل الثروة السمكية؟ ألم يتبادر إلى أذهانهم أن كل ذرة في الوطن، كنز يجب الحفاظ عليه، وحمايته؟ ألم يطّلعوا على التقارير والدراسات العالمية التي تنشر باستمرار، والحملات التوعوية التي تنظّمها كثير من المؤسسات الحكومية والخاصة، للتحذير من هذه الأكياس والتوعية بأضرارها، ونتائج رميها بشكل عشوائيّ؟
الأمن والأمان نعمة، تكلل إمارات السعادة، وحقنا أن ننهل من معينها، ونستمتع ونسعد، لكن من واجبنا، كذلك، أن نكلأها برموش العيون، وهذان الأمران، نستطيع أن نعيشهما كل دقيقة، لكن ليس بالأخذ وحده، فالعطاء نعمة أيضاً، ويبعث الشعور بالهدوء والراحة.
وجميعنا معنيون بالحفاظ على كل ذرّة من تراب الوطن، فنحن نحيا فيه، ونأكل من خيره، وأبناؤنا يترعرعون على أرضه وتحت سمائه. فلنكن حضاريين، ويليق بنا العيش في الإمارات.

ebnaldeera@gmail.com

زر الذهاب إلى الأعلى