قضايا ودراسات

حكمة وليست فتنة

إيمان عبدالله آل علي

‬عندما لا نملك الحجج المقنعة لتبرير أخطائنا نلجأ للكذب والتزوير لتغطية أفعالنا المشينة، وهذا ما يفعله الإعلام القطري، فكل ما يروجونه بعيد عن الصحة، وقد وصلتنا العديد من الفيديوهات والمواد الصحفية والتلفزيونية «المفبركة» لخدمة سياسة الحكومة القطرية، وقد وصلت جرأتهم إلى تزوير لقاءات مع إماراتيين، لكن مؤامراتهم باءت بالفشل، فلعبتهم أصبحت مفضوحة، وممارساتهم تلك ما هي إلا دليل واضح على إفلاس إعلامهم المشبوه، وعدم التزامهم بالمعايير المهنية من أجل خططهم الدنيئة.
‬قطع العلاقات مع قطر حكمة، وليس فتنة، فقطر تمول الإرهاب وتسير في الاتجاه المظلم، وهي صديقة في العلن وفي الخفاء أياديها ملطخة بدماء الأطفال بدعمها للإرهاب، واحتضانها للإرهابين والمنظمات الضالة، ‬والقرار لم يأتِ إلّا بعد التأزم في العلاقات بين دول عربية وبين نظام قطر الذي يزعزع أمن واستقرار المنطقة، ومن غير المعقول أن نقبل طعن العربي للعربي من أجل أجندات خارجية ولعبة سياسية غاشمة.
‬المكابرة واللجوء إلى العدو ليس حلاً، ونتيجة ذلك سيكون عظيماً على دولة قطر، وهذا التصعيد سيكلفها ثمناً أكبر، والموقف الذي وضع فيه أمير قطر دولته لا يعطيه سوى خيارات محدودة للتعامل مع العزلة التي فرضت عليه بسبب دعمه للإرهاب، وعدم التزامه مع الدول الخليجية، ونقضه للعهود والوعود.
‬قطر حكرت نفسها بعش الظلام وحولت دولتها الصغيرة إلى مستنقع لاحتضان الإرهاب وتصديره إلى العالم، ونشر القائمة الإرهابية فرصة لمراجعة سياستها، فالعالم كله شاهد على أنها متورطة باحتضانها أفراداً ومؤسسات متهمين بتمويل ودعم الإرهاب، وإثارة الفتن وإحداث شرخ في المجتمع العربي، وتلك التهم الموجهة لقطر مقرونة بالأدلة والحجج الواضحة، فالدول الخليجية والعربية صمتت كثيراً من أجل حق الجيرة، وحرصت على وحدة وتماسك البيت الخليجي، ولكن أبت قطر إلّا أن ترتمي في أحضان الأعداء وتتمادى أكثر.
‬الحزم مطلوب عندما تُنتهك حقوق الإنسان ويصل الأمر إلى أمن المنطقة، باحتضان قطر جماعات الموت والتدمير والفتنة ليعيثوا فساداً في العالم، ومن يريد استهداف أمن جيرانه وشعبه من أجل أهداف خاصة به، أو حلم يطمح إليه لا يستحق التعاطف، فأمن المنطقة خط أحمر، والحزم هو الموقف الصائب للقضاء على الإرهاب وتجفيف منابعه‪.‬
‬الشعب الإماراتي والخليجي والعربي والدولي أيضاً مع الحق، يداً واحدة ضد الإرهاب وداعميه، ولم تعد المنطقة قادرة على استيعاب المزيد من الضحايا، وكلنا ثقة بحكومتنا ولا مجال للتعاطف مع دولة وضعت ثقتها بالفرس والأتراك و«الإخوان»، واستعانت بالغريب ضد القريب، وخانت جيرانها وأبناء مجتمعها، فتغريدها خارج السرب ألحق ضرراً بالمجتمعات، وستغرق هي أكثر في مستنقع إيران، وجاء الوقت لتتوقف فوراً عن دعم الإرهاب، وتعترف بأخطائها وتنقذ ما يمكن إنقاذه من أجل قطر والأمة العربية.

eman.editor@hotmail.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى