قضايا ودراسات

خداع قطري مقيت

ابن الديرة
المتابع لأسماء الجهات القطرية التي وضعت على قائمة الإرهاب، يلاحظ من أسمائها المعلنة، أنها تتمسح بالعمل الخيري والإنساني وهما منها براء، ولا ارتباط يجمعهما بها من قريب أو بعيد، لكنها تتدثر بهما خداعاً للبسطاء، فكان لكشفها دور في أن يتنبه كل من يتعامل معها من خطورتها على أمنه واستقراره.
سلوكها يشابه تماماً مثل الذي يفعله الإرهابيون التكفيريون، عندما يختفون وراء شعارات إسلامية بريئة منهم ومن أفعالهم إلى يوم الدين، فيدّعون حرصهم على قيام الدولة الإسلامية وتطبيق الشريعة الإسلامية، وعملياً يقتلون، ويذبحون البشر كالنعاج، ويحرقونهم، ويكبلونهم بالسلاسل ويرمونهم في البحر أحياء، والقائمة تتسع لتحصد عشرات الآلاف من الأبرياء الذين تهتز السماوات السبع كلما سقط واحد منهم بلا ذنب.
لتتمكن قطر من بناء مجد زائف، تحولت إلى دولة دونكيشوتية تحارب طواحين الهواء وتعتقد أنها حققت بطولات جمة، فتكبر الأهداف في خيال راسمي سياستها المرضى بجنون العظمة، وتتسع دائرة نشاطاتها، وتنفق المليارات على تجنيد الإرهابيين وتدريبهم والإنفاق على عملياتهم التخريبية، وزعزعة أنظمة الحكم في بعض الدول، وتغذية الخلافات والنعرات التعصبية في البعض الآخر.
وفي كل المواقف والأحوال، كانت هذه الجماعات الضلالية ترفع الشعار القديم «فرق تسد»، وهو الشعار الذي كانت تتبناه الدول الاستعمارية عندما كانت تمارس الاحتلال والسيطرة على مقدرات وخيرات الشعوب، لتتمكن من الحكم ونهب ثرواتها، وتنفيذ سياساتها الظالمة بحق الشعوب المستعمرة.
تنظيمات الخير والإنسانية القطرية تتمسح بالعمل الإنساني وتلون وجهها القبيح بشعاراته الراقية، لتخفي خلفها أنياب دراكولا مصاص الدماء، وتعبث بأمن واستقرار الشعوب، وتقضي على آمالها في بناء حاضر أفضل وغد أكثر إشراقاً، بعد أن تستنزف اقتصادها وخيراتها في صراعات داخلية تغذيها بخبث ودهاء وتملك المال اللازم لذلك.
حسنا فعلت دول المقاطعة عندما كشفت عورات السياسة القطرية المتورطة في كثير من الأعمال العدائية، ضد دول كانت تجمعها بها مظلة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، التي كانت وما زالت تستهدف تحقيق مصلحة شعوبها في التطور والتنمية والمستوى المعيشي الأرقى والمكانة الدولية المرموقة، وضد دول عربية كانت تظللها معها جامعة الدول العربية، وتربية وطنية وقومية تعلم الأجيال أننا أمة عربية واحدة تجمعنا لغة القرآن، وتوحدنا جغرافية مشتركة وآمال وأحلام واحدة، لكنها الخسة التي تميز الإرهاب وسياساته التدميرية الباغضة للبشر.
يجب أن يجتهد الجميع، كل الدول والمنظمات والشعوب التي اكتوت بنار الإرهاب وجهالة رجاله وعماهم السياسي والأيديولوجي، وتتوحد في محاربتها للإرهاب عسكرياً، وبتجفيف منابعه ومصادر تمويله، ومعاداة الدول والجهات التي ترعاه وتدعمه وتقدم له كل العون لتحقيق أهدافه الدنيئة بالقضاء على كل أمل للبشر على اختلاف انتماءاتهم ومعتقداتهم في حياة كريمة وآمنة، يطمئن فيها الإنسان إلى حاضره ومستقبل أبنائه، في مجتمع دولي يتشارك في البناء والتنمية، ويعادي كل خروج عن مبادئه الإنسانية، خاصة أولئك الذين يختفون وراءها ليعيثوا في الأرض فساداً.

ebn-aldeera@alkhaleej.ae

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى