دخول الآلة الذكية في حياتنا
شيماء المرزوقي
يتصاعد موضوع الذكاء الصناعي والجدل حوله، وانتقل الموضوع برمته من صناعة الأفلام، ليصل إلى الأروقة العلمية، وبات هاجس لدى الكثيرين، فالمخاوف من تطوير قدرات ذكاء صناعي يفوق الذكاء البشري حاضرة، وهناك علماء معروفون على مستوى العالم لم يغطوا أو يصمتوا بل عبروا عن مخاوف حقيقية، من سيطرة العقل الصناعي على البشرية لو قدر وترك العنان لشركات ومجموعة من المتحمسين لصناعة ربوت يملك خصائص عقلية وذكاء يفوق بمراحل عقل أعظم إنسان عبقري.
لكن في هذا السياق يشهد العالم في هذه الفترة الزمنية جدلاً جديداً وكأنه تجاوز الجدل الدائر حول شرعية صناعة عقول عبقرية تتفوق على الإنسان، الحديث والنقاش الآن يتعلق بما سيحدث بعد وجود روبوتات تملك قدرات عقلية فائقة، هل يمكن منحها حقوقاً مساوية للبشر؟ هذا التساؤل لم يأتي عفوياً أو من أي إنسان، بل من عالم الرياضيات الشهير من جامعة أكسفورد الدكتور ماركوس دو سوتوي، ليس هذا وحسب بل هو يؤكد أن الذكاء الصناعي سيكون في المستقبل القريب ذا وعي، وهو ما يعني مشابهة البشر، لذا يجب منحه حقوقاً مساوية للإنسان، ويؤكد أن التفرقة والتمييز بين الأشخاص، مهما كانوا سواء عضويين ويقصد الإنسان أو صناعيين ويقصد الآلة، ليست ممارسة صحيحة، وأنا أقرأ مثل هذه الكلمات، ذهب عقلي نحو سيناريو قد يحدث في المستقبل يتعلق بالعنصرية ضد الآلات والحاجة لسن قوانين ترفض هذا التمييز، خاصة إذا كان هذا الذكاء تمكن من الوعي وهو ما يعني التشابه التام مع الإنسان، رغم أن مسألة الوعي مازالت تخضع لجدل علمي كبير، وأيضاً ليس لها مؤشرات على أرض الواقع.
لكن المؤكد أن الذكاء الصناعي، سيكون واقعاً لا مناص منه، أو لا مفر عنه، ومع هذا الذكاء ستتلاشى الكثير من الأمراض والمشاكل التي نعانيها اليوم، فعقل الآلة ذو إمكانات هائلة، ولكن تبعاً لهذا التطور ستنبع مشاكل كثيرة ومتنوعة، ودون شك معها ستضطر البشرية لتغيير الكثير من عاداتها وطرق عيشها وتفكيرها وأولوياتها، فدخول الآلة في تفاصيل حياتنا لن يكون دون ثمن، وهو ثمن قد يكون باهظاً ومريراً.
Shaima.author@hotmail.com
Www.shaimaalmarzooqi.com