قضايا ودراسات

رسائل محمد بن زايد للشباب

ابن الديرة
عندما يولي محمد بن زايد الطلاب وحركة التعليم في بلادنا هذا الاهتمام المتعاظم، فهو يضع دولة الإمارات في مستقبلها الكبير مباشرة، أما ما يلزم وجوباً، فقراءة وتأمل رسائل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة من قبل أجيالنا الطالعة، بدءاً من كلمة سموه الاستثنائية في مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل، وصولاً إلى كلمات سموه الصادقة، الطالعة من أقصى القلب، وهو يتناول، أمس، موضوع طلاب الإمارات، والمبتعثين في الخارج، في حضور عدد منهم.
يهتم هذا القائد الاستثنائي بأدق التفاصيل في حياة شعبه، بمختلف فئاته وأطيافه، لكن التركيز على الطلاب والشباب هو تركيز على غد دولة الإمارات التي تحقق اليوم حاضراً ينبئ عن المستقبل، وإنما يقرأ الكتاب من عنوانه.
ولا مستقبل إلا بتعليم نوعي متقدم، معاصر ومواكب. هذا المعنى هو روح خطاب محمد بن زايد كلما تصدى لموضوع الطلاب والتعليم، فالهدف تطوير مشروع التعليم نحو تكريس نهضة تعليمية تليق باسم دولة الإمارات، هذا الاسم الذي رفعه الآباء المؤسسون عالياً كالراية العالية، ورسخ التوجهات ذاتها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، حين جعلها نهجاً وبرنامجاً استثمارياً في الإنسان.
رسائل محمد بن زايد إلى الشباب والطلاب وثائق مقدرة، وأوراق عمل معتبرة، ونعم هي موجهة إلى الشباب، هذه الفئة العزيزة، وعلى الشباب فهمها واستيعابها والعمل بها، وفي الوقت نفسه، هي موجهة، بشكل غير مباشر، إلى مؤسستنا التعليمية والشبابيك والاجتماعية والثقافية والإعلامية، حيث الشراكة مؤكدة لتنوير وتبصير الجيل، وحيث هذا النوع من الشراكة إنما يتحقق بالدرس والتخطيط ووضع المقدمات الملائمة وحساب النتائج. هذه منظومة لا تكتمل إلا حين تتكامل، ولا تصل إلى غاياتها النبيلة إلا إذا حقق أهلها روح الفريق، وكما أثرت رسائل محمد بن زايد في الشباب والطلاب الذين أتيحت لهم فرصة حضور مجلسه العامر، فلسوف تؤثر كثيراً وعميقاً في قطاعات شبابية وطلابية أوسع في الإمارات وفي غيرها.
هكذا يجب التعامل مع رسائل محمد بن زايد إلى الشباب، سفراء الإمارات واسم الإمارات في الداخل والخارج، فأسلوب التلقي لا يقل في أهميته عن مضمون الرسائل المتلقاة، كما أن التدخل المؤسسي على صعيدي الأسرة والمجتمع من جهة، والمؤسسة الوطنية المعنية من جهة ثانية، مسألة أساسية، إذا ما أريد لهذه الرسائل التحقق في حياة شبابنا وطلابنا، وفي حياتنا عامة.
ولا بد، فنحن أمام خطاب مستنير لقائد هو اليوم في طليعة القادة المؤثرين إيجابياً على مستوى المنطقة والعالم، والمطلوب من المؤسسات المذكورة، والمؤسسة التعليمية خصوصاً، إدخال خطاب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ضمن المنهج الدراسي نفسه.

ebn-aldeera@alkhaleej.ae

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى