قضايا ودراسات

روسيا وتسليح «طالبان»

جوناثان مارشال
أحدث الحملات الإعلامية الأمريكية ضد روسيا، شملت ادعاء بأن موسكو تسلح حركة طالبان الأفغانية. ولكن مسؤولاً استخباراتياً أمريكياً رفيع المستوى دحض هذا الادعاء في شهادة أمام الكونغرس بالكاد أشارت إليها وسائل الإعلام الأمريكية.
في أواخر مايو/‏ أيار، نقل خبر موجز لوكالة «رويترز» عن مدير وكالة الاستخبارات الدفاعية الأمريكية المقدم فينسنت ستيوارت قوله في شهادة رسمية أمام الكونغرس «لم أر أي دليل مادي حقيقي على نقل أسلحة أو أموال روسية إلى طالبان».
وبذلك دحض ستيوارت ادعاء المتشددين في الإدارة الأمريكية الذين تحدثوا عن «تهديد روسي» من أجل تبرير تصعيد وإطالة أمد أطول حرب في تاريخ الولايات المتحدة وأكثرها كلفة بعد كلفة الحرب العالمية الثانية.
وكانت صحيفة «واشنطن بوست» أول من نشر تقارير (في أواخر ديسمبر/‏ كانون الأول الماضي) تزعم أن روسيا بدأت إمداد طالبان بأسلحة في أفغانستان. ولكن تبين الآن أن موسكو وافقت على شحن 10 آلاف بندقية رشاشة هجومية، ليس إلى طالبان، وإنما إلى قوة الشرطة الحكومية الأفغانية في كابول. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الروسية: «روسيا كانت تتبع بصورة ثابتة سياسة تقديم مساعدات شاملة إلى أفغانستان بهدف ترسيخ دولة مسالمة، مستقلة، مستقرة وخالية من الإرهاب والمخدرات». وأشار المسؤول زامير كابولوف، رئيس قسم آسيا في وزارة الخارجية، إلى أن روسيا سبق أن زودت القوات الأفغانية بمروحيات عسكرية وقامت بتدريب طياريها الأفغان، وذلك بموجب عقد مع وزارة الدفاع الأمريكية.
وفي مارس/‏ آذار، وبالتزامن مع طلب قائد القوات الأمريكية في أفغانستان إرسال قوات أمريكية إضافية بهدف وقف النجاحات العسكرية الأخيرة لطالبان، بدأ مسؤولون كبار في البنتاغون يحمّلون روسيا مسؤولية النكسات التي تعرضت لها القوات الحكومية الأفغانية المدعومة بقوات أمريكية في ميادين قتال ضد طالبان.
وفي الحقيقة، أكبر مزود أسلحة لطالبان هو دافع الضرائب الأمريكي. إذ إن مقاتلي طالبان يملؤون ترساناتهم بأسلحة أمريكية الصنع. وقد قال قائد حركة طالبان السابق الملا أختر محمد منصور شاه محمد (قبل مقتله في 21 مايو/‏ أيار 2016) في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء «بلومبيرغ» إنه عندما يريد الحصول على أسلحة ووقود، فإنه ببساطة يشتري أو يستولي على ما يريد من الجيش الحكومي الأفغاني. وقال: «هذا أمر أكثر بساطة وأقل كلفة».
إن إلقاء مسؤولية النكسات العسكرية الأخيرة بمواجهة طالبان على الروس يمكن أن يبرئ الجيش الأمريكي من خسارة هذه الحرب طويلة الأمد، ولكنه لن يغير النتيجة.

* صحفي وكاتب أمريكي – موقع «كونسورتيوم نيوز»


Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى