قضايا ودراسات

زحف التهويد والاستيطان

ربما تكون سلطات الاحتلال «الإسرائيلي» أسقطت شعارها القديم «من النيل إلى الفرات»، لكنها لا تزال تتمسك بخياراتها الاستراتيجية الأخرى وتمضي قدماً في خطط الاستيطان والتهويد الهادفة لإقامة سد بشري «إسرائيلي» يقطع أوصال الضفة الغربية بعد تفريغ الأرض من سكانها وتزوير حقائق تاريخية، وتحويل الفلسطينيين إلى أقلية في أرضهم، بالتزامن مع عمليات تهويد القدس والمسجد الأقصى المبارك.
وخلال الأسبوع الماضي وحده كشفت المصادر خططاً جديدة للاحتلال لبناء أكثر من 3 آلاف وحدة سكنية جديدة للمستوطنين في الضفة الغربية المحتلة. وإضافة إلى ذلك، صادقت سلطات الاحتلال على بناء أكثر من 900 وحدة سكنية لوزارة الحرب «الإسرائيلية»، في مستوطنات كريات أربع قرب مدينة الخليل، وأورانيت قرب مدينة قلقيلية شمال غربي الضفة الغربية، وكفار تفواح قرب بلدة حوارة جنوب مدينة نابلس، ومعاليه أدوميم شرق مدينة القدس.
وحذّر المختص في الشؤون «الإسرائيلية» خليل التفكجي، من المخططات الهادفة لفصل شمال الضفة الفلسطينية عن جنوبها، مشيراً إلى أن الاحتلال يسعى لإزالة الخط الأخضر ومحو حدود الرابع من يونيو حزيران عبر بناء كتلة استيطانية ضخمة تقفز من «تل أبيب» إلى اتجاه الخط الأخضر داخل الضفة، وتمكن لاستقرار مليون مستوطن داخل الضفة الغربية.
وفي التقارير أيضاً أن سلطات الاحتلال رصدت 14 مليون دولار لمشروع تطوير ما تسمّيه «حوض البلدة القديمة»، الذي يهدف لربط الحي اليهودي بحائط البراق بالمسجد الأقصى. ويقع الحائط ضمن حدود عام 1967، والتي تقرّ بها الولايات المتحدة وجلُّ دول العالم بأنها أراضٍ فلسطينية محتلة.
والمخطط هو الأشد خطراً في مشروعات التهويد الجارية، حيث إن تنفيذه يتطلب إجراء حفر واسعة تحت الأرض وتحت ساحة حائط البراق، ما يهدد الآثار والمقدسات العربية والإسلامية في المنطقة بالاندثار، وتغييب الحضارتين العربية والإسلامية والهوية الثقافية للمدينة.
وحذر رئيس مؤسسة القدس الدولية أحمد حلبية من أن تنفيذ هذا المشروع سيؤثر في هوية المعالم الإسلامية لصالح خلق طابع يهودي جديد فيها والسيطرة التامة على الساحة الجنوبية للبلدة القديمة، بالإضافة لدمار وضياع الآثار الإسلامية.
إن قيادة الاحتلال تستغل حالة التراجع والضعف في الساحتين العربية والفلسطينية لتشديد الخناق وتسريع مخططات الاستيطان والتهويد بهدف خلق وقائع جديدة على الأرض الفلسطينية بما يعزز مشروعها الاستيطاني.
وكشفت أحدث إحصاءات السلطة الفلسطينية أن عدد المستوطنين بالضفة المحتلة وصل إلى ٦٢٠ ألف مستوطن، وتزايدت اقتحامات المتعصبين اليهود المتلاحقة للمسجد الأقصى بالتزامن مع قرارات تهويدية لمدينة القدس.وأعلنت سلطات الاحتلال خلال الفترة الماضية اعتزامها استكمال بناء جدار الفصل العنصري الذي بدأ خلال عهد آرييل شارون.

فيصل عابدون
Shiraz982003@yahoo.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى