قضايا ودراسات

سلاح «أوبر» السري

ألكس ويب

كان لإعلان شركة «أوبر» في لندن عن قيامها بإضافة 20 سنتاً لكل ميل من رحلاتها، أثر إيجابي في السائقين، حيث من المقرر أن يتم تمويل شراء السيارات الكهربائية الخاصة بالسائقين. أعتقد أن توقيت الإعلان عن هذا الأمر مناسب، خصوصاً أنه جاء قبل وقت قصير من حكم محكمة الاستئناف البريطانية فيما يتعلق بالخدمات التي تقدمها شركات النقل التكنولوجية، وفي ذات الوقت، يمكن أن تكون الخطوة محاولة من «أوبر» لتعزيز مكانتها في العاصمة البريطانية.
ففي الوقت الذي تتأهب فيه مجموعة من الشركات الدخول إلى سوق النقل في لندن لمنافسة العملاق «أوبر» مثل شركة «تاكسيفاي» وغيرها، استبقت الشركة هذا التنافس المحتمل بالإعلان عن هذا الأمر، على الرغم مــن أن تتمتع بوضع مهيمن تقريباً على السوق في المدينة، إلا أن التوسع الكبير الذي تشهده خدماتها شجع آخرين على الدخول إلى المجال، الأمر الذي دفع «أوبر» إلى زيادة تنافسها من خلال الزيادة المقررة.
لا شك في أن خسارة السائقين أمر كبير بالنسبة لأوبر، وهي بذلك تحاول إقناعهم بالبقاء ضمن خدماتها وعدم التحوّل إلى المنافسين، خاصة في ظل تراجع نموها خلال العام الماضي من حيث عدد المنضمين الجدد إلى خدماتها من السائقين. مستوى التنافس في مجال النقل بلندن سيشهد طفرة كبيرة ربما العام المقبل، ولكن وإذا ما أجرى سائقو الشركة مقارنة بسيطة بين ما ستقدمه لهم «أوبر» من جانب، والشركات الأخرى المنافسة لها من جانب آخر، فإنهم سيختارون بلا شك الجهة التي توفر لهم على الأقل استدامة أعمالهم من خلال السيارات الكهربائية التي سيمتلكونها مستقبلاً.
المنافسة أمر جيد بالطبع، فهي تزيد رغبة الشركات في تطوير خدماتها وإيجاد الطرق الممكنة للحصول على أكبر المكاسب، وبالتالي تطور الهيكلية المالية لها، ولكن الوضع المهيمن له من الإيجابيات ما يثير حماسة الشركات للحفاظ عليه وعدم التخلي عنه للمنافسين، فما تمتعت به «أوبر» خلال السنوات الماضية في لندن لن تتخلى عنه بسهولة وستقدم كل ما يمكنها للحافظ على مكانتها.
الأهم من ذلك كله، وكما ذكرت سابقاً، فإن الجزء الأكبر من فوائد هذه المنافسة سيصب لصالح المستخدمين الذين سيكون أمامهم الكثير من الخيارات المتنوعة، وهي البيئة المثالية التي يمكن للشركات الناشئة تحقيق نمو سريع، علاوة على أن ذلك سيعزز مكانة المدينة كوجهة رائدة للاستثمار، خاصة بالنسبة للشركات الناشئة.

بلومبيرج

زر الذهاب إلى الأعلى