قضايا ودراسات

صراع أسلحة البحر والجو

أليكس جوركا

في الأول من يونيو/ حزيران، تسلمت البحرية الأمريكية حاملة الطائرات «جيرالد فورد»، وهي الأولى من جيل جديد من حاملات طائرات يكلف صنع الواحدة منها 13 مليار دولار. وهناك خطة لصنع حاملتين إضافيتين من هذه الفئة.
تستطيع الحاملة «جيرالد فورد» حمل عدد أكبر من الطائرات والأسلحة والوقود، وهي تتميز بسطح أكبر لإقلاع الطائرات. وفي المرحلة المقبلة، ستخضع الحاملة لسلسلة اختبارات حتى تصبح عملياتية في العام 2020.
وتحمل هذه الحاملة 75 – 90 طائرة. وفئة حاملات «فورد» مصممة بحيث تستطيع تأمين 160 طلعة طائرات في اليوم الواحد ولمدة تزيد عن 30 يوماً. وفي حالات الضرورة القصوى، تستطيع الحاملة تأمين 270 طلعة طائرات في اليوم.
وبريطانيا أيضاً تعزز بحريتها، حيث بدأت حاملة الطائرات «الملكة إليزابيث» اختبارات في البحار في 26 يونيو/حزيران. وهذه أضخم وأقوى سفينة لدى البحرية البريطانية، إذ يبلغ طولها 280 متراً وتزن 65 ألف طن. ويتوقع أن تصبح عملياتية في العام 2018. وتستعد بريطانيا أيضاً لإطلاق حاملة الطائرات «أمير ويلز»، القادرة على حمل طائرات قتالية، وطائرات مخصصة للقصف، ومروحيات، إضافة إلى أعتدة نقل جنود.
ومن جهتها، تخطط فرنسا لبناء حاملة طائراتها الثانية، ويتوقع خبراء أن يبدأ العمل لبنائها في العام 2020.
وبشكل عام، تواصل الدول القيادية في حلف الأطلسي بناء حاملات طائرات تسير بالطاقة النووية وتتميز بسطح واسع. وقد أصبحت حاملات الطائرات أبرز مكونات القوة العسكرية، وهي الأدوات الرئيسية لضمان السيطرة البحرية، ونشر قوات، وترهيب دول أخرى – مثل روسيا. ولكن هل تستطيع هذه السفن العملاقة تخويف روسيا؟. يجيب الروس: كلا، ليس اليوم.
وقد طورت روسيا الصاروخ المضاد للسفن «رادوجا»، الذي يبلغ مداه 600 كلم، والذي تحمله طائرات من فئة «توبوليف». ونظرياً يستطيع هذا الصاروخ، الذي يزن طناً، شل حركة حاملة طائرات بضربة واحدة. إذ إن رأسه الحربي يتميز بقوة تفجيرية يمكنها أن تحدث ثقباً بعرض 5 أمتار وعمق 12 متراً في هيكل أي سفينة لدى إصابتها. وهناك نسخة أخرى من الصاروخ «رادوجا» يمكنها حمل رأس حربي نووي بقوة 1000 كيلوطن. وهذه النسخة هي الآن في المرحلة الأخيرة من اختباراتها.
ولدى روسيا أيضاً فئة أسرع من الصوت من قاذفات «توبوليف» قادرة على حمل وقذف الصاروخ «رادوجا». وهذا الصاروخ المتطور حصين فعلياً بمواجهة الدفاعات الجوية المتمركزة في البر، وكذلك الطائرات الاعتراضية. ولدى إطلاقه، يرتفع هذا الصاروخ بسرعة إلى علو 40 كلم حتى الجزء الأعلى من الغلاف الجوي، ثم ينقض على هدفه بزاوية حادة.
وتعمل روسيا حالياً لتطوير نسخة من الصاروخ «رادوجا» يبلغ مداها 1000 كلم، وتصل سرعته إلى 5000 كلم في الساعة. ومزيج سرعة ومسار هذه النسخة الجديدة سيجعلها غير مرئية تقريباً للدفاعات الجوية المعادية.
ولدى روسيا أيضاً الطائرة القاذفة المضادة للسفن «توبوليف – 22 ام 3»، وهي طائرة استراتيجية طويلة المدى يمكنها الطيران على ارتفاع أقصى يبلغ 14 كلم، وبسرعة قصوى تبلغ 2300 كلم في الساعة. ويصل المدى العملياتي لهذه الطائرة إلى 7000 كلم، وهي مجهزة بخزانات وقود إضافية تستطيع تزويد الطائرة بالوقود أثناء طيرانها. ويتوقع أن تدخل هذه الطائرة الخدمة في أواخر 2018.
وفي الفيلم الوثائقي الذي أخرجه المنتج والمخرج السينمائي الأمريكي أوليفر ستون حول لقائه حديثاً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أشار بوتين إلى صاروخ جديد يتمتع بميزات فريدة، بما فيها تجاوز أي دفاعات صاروخية. وهذا الصاروخ هو من فئة «زيركون»، وهو فائق سرعة الصوت، إذ يندفع بسرعة 7400 كلم في الساعة، أي أسرع من الصوت بخمس مرات. ويتوقع أن تستكمل اختبارات هذا الصاروخ بنهاية العام الحالي، ثم يبدأ إنتاجه على نطاق واسع العام المقبل.
ويقول خبراء روس إن روسيا متقدمة كثيراً على الولايات المتحدة في صنع أسلحة فائقة سرعة الصوت. وحسب هنري كازيانيس، رئيس تحرير مجلة «ذا ناشيونال إنترست» الأمريكية، فإن هذه الصواريخ «يمكنها أن تحول حاملات الطائرات العملاقة الأمريكية إلى مقابر». وحسب الخبراء الروس، لا يوجد حتى الآن سلاح مضاد للصاروخ «زيركون».
وحاملات الطائرات هي أدوات فتاكة، كما أنها ليست أهدافاً سهلة. ومع ذلك، فإن أيام تفوقها المضمون قد ولت.

محلل دفاعي ودبلوماسي – موقع «استراتيجيك كلتشر»


Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى