قضايا ودراسات

عبثية تقارير المنظمات الدولية

محمد خليفة
الشعب الإماراتي يفخر بكل إنجازات قادته السياسية والاقتصادية والتنموية في هذه المرحلة، التي تشكل الصورة المشرقة لدولة الإمارات، من خلال العلاقات المميزة داخل المجتمع والمجتمعات العربية والعالمية. فكل مرحلة تاريخية لها سماتها التي تميزها عن غيرها.
فالراحل المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، طيب الله ثراه، ارتبطت مرحلته بالإصلاح، والبعد الإنساني، والتلاحم المجتمعي، وتأسيس مفهوم للمواطنة، وإقامة المشروعات التنموية والفكرية والإنسانية، وتقديم العون للشعوب كافة. وامتداداً لهذا النهج، جاءت مشاركة دولة الإمارات في حملة إعادة الشرعية إلى اليمن كضرورة أملتها أواصر القربى مع الشعب اليمني، وخوفاً على منطقة الخليج العربي من نجاح المشاريع الخارجية في تحويل اليمن إلى قاعدة لتخريب المنطقة، واستبدال أمنها خوفاً وحياتها الهانئة عذاباً وشقاء.
وقد حققت قوات التحالف العربي، وفي القلب منها القوات الإماراتية، نتائج باهرة خلال العامين الماضيين؛ حيث تم استعادة معظم أراضي اليمن الشقيق من ميليشيات الحوثي، وتنظيم «القاعدة»، وأصبحت أراضي الجنوب تحت حماية القوات الإماراتية، التي قوضت وجود تنظيم «القاعدة» هناك، بعد أن أخرجته من مدينة المكلا، وسدت عليه المنافذ والدروب، وأحصت أنفاس مؤيديه وأتباعه. وهي تتابع جهود مكافحة الإرهاب بعزيمة وثبات، وفي نفس الوقت تعمل على إعادة إعمار المناطق التي تقع تحت حمايتها المؤقتة.
وللأسف فإن المتضررين من النجاح الإماراتي في بلسمة جراح اليمنيين، أبوا إلا أن يكشفوا عن وجوههم القبيحة؛ بتشويه تلك الصورة الناصعة؛ حيث أصدرت «منظمة هيومن رايتس ووتش»، و«وكالة استوشد برس» الأمريكية، تقارير زائفة تشير إلى أن الإمارات تدير سجوناً سرية في اليمن، وقد أدانت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية هذا التقرير، وقالت في بيان لها: «إن ما ورد في التقرير عار تماماً عن الصحة، ولا يعدو كونه مزايدات سياسية، تسعى من خلالها الميليشيات الانقلابية، وأطراف متضررة من جهود التحالف العربي الرامية إلى محاربة التنظيمات الإرهابية، وتشويه سمعة التحالف الذي تدخل أصلاً في اليمن من أجل إنقاذ الشعب اليمني.
وقد أكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي «أن دولة الإمارات، وكجزء من التحالف العربي، لا تقوم بإدارة، أو الإشراف على أي سجون في اليمن. وإن هذا الأمر من اختصاص السلطات الشرعية اليمنية، فيما تقوم قوات التحالف بتوفير التدريب اللازم للكوادر اليمنية، وفقاً لأفضل الممارسات القانونية».
والواقع أنه لا يمكن لأي منصف أن ينكر جهود دولة الإمارات العربية المتحدة في إعادة الاستقرار إلى ربوع اليمن عبر تضحيات ودماء شبابها، وكذلك جهودها في إعادة إعمار ما تهدم من بنيته التحتية، بفعل الحرب التي فرضتها التنظيمات الإرهابية عليه. ويحظى الدور الإماراتي بتقدير واسع من جانب الحكومة والشعب اليمني الشقيق.
وكانت الإمارات من أوائل الدول التي استجابت للنداء الإنساني للشعب اليمني، وبدا هذا واضحاً بعد تحرير عدن؛ حيث حرصت الإمارات على إمداد المدينة والمناطق المجاورة لها بكل الاحتياجات العاجلة، وأعلنت الإمارات في مارس/آذار الماضي، دعمها الكامل لخطة الاستجابة الإنسانية لعام 2017 الخاصة باليمن من قبل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، إيماناً منها بدورها الإنساني في دعم الشعب اليمني الشقيق.
وأكدت الإمارات في هذا السياق أنها تدعم عمل الأمم المتحدة، وتُثمّن الدور الكبير الذي تقوم به «الأوتشا»، والمنظمات الدولية المتخصصة في تقديم المساعدات الإنسانية في اليمن. وقد قدمت الإمارات، منذ انطلاق عملية إعادة الأمل، مساعدات لليمن بلغت في مجملها نحو 7.33 مليار درهم (ما يوازي نحو ملياري دولار أمريكي)، واستهدفت هذه المساعدات نحو 10 ملايين يمني؛ منهم 4 ملايين طفل، وتوفير تطعيمات شلل الأطفال والحصبة ل488 ألف طفل؛ منهم 130 ألف طفل دون السنة الواحدة، و358 ألف طفل دون سن الخامسة في 11 محافظة يمنية، إضافة إلى المساعدات المباشرة للشعب اليمني، فإن الإمارات تقدم مساعداتها وخبراتها للحكومة الشرعية في اليمن؛ من أجل تمكينها من أداء مهامها على أكمل وجه. كما أسهمت الإمارات في إعادة تأهيل وبناء ما خربه المتمردون الحوثيون في عدن، والمدن التي تم تحريرها؛ حيث قامت قواتها العاملة هناك والهلال الأحمر الإماراتي بتأمين الخدمات الأساسية؛ من كهرباء وماء وصحة وطبابة وتعليم للمدن والمناطق المتضررة؛ بهدف تأمين عودة النازحين إلى بيوتهم. وتم تدشين سلسلة من المشروعات الإنمائية في العديد من المجالات، الصحية والتعليمية والطاقة والمياه والخدمات، وكان مشروع إعادة تأهيل وصيانة مطار عدن الدولي في صدارة مشاريع الإمارات؛ حيث استعاد هذا المطار عافيته، وأصبح صلة الوصل بين اليمن والعالم الخارجي. ولا تزال جهود الإغاثة الإماراتية إلى الشعب اليمني مستمرة بإذن الله. ولن تتوقف حتى يتحقق الاستقرار في اليمن بشكل كامل، وليت تلك المنظمات التي تدعي حرصها على الشعب اليمني، تتحرى الواقع اليمني بكل واقعية وتجرد؛ لتتأكد بنفسها بأن الدور الإماراتي في اليمن لم يكن، ولن يكون، إلا لدوافع تحركها الأخوة، ويشحذها الإخاء، ويساندها رابط الدم والتاريخ، ولحمتها العمل الإنساني الراقي، وبما يحقق الأمن والاستقرار لهذا البلد العربي الشقيق.
إن هذه المنظمات لا ترصد الأحداث على أرض الواقع؛ لأن الجهود الإماراتية في حفظ الأمن، وتقديم كافة أنواع الدعم الإنساني والإغاثي للأشقاء في اليمن، لا يمكن أن تخطئها عين متابع لما يجري على أرض الواقع، ولا تزال أرض اليمن الشقيق تروى بدماء غالية؛ هي دماء قوات التحالف، وفي القلب منها دماء شباب الإمارات الزكية، إضافة لما يقدمه الهلال الأحمر الإماراتي من جهود جبارة في تقديم الخدمات الإنسانية والإغاثية العاجلة. والتاريخ وحده كفيل بتسطير بطولات الشباب الإماراتي على المستويين العسكري والإنساني، وما كان لهذه الجهود أن تؤتي أُكلها لولا مساندة ودعم قيادة الإمارات الرشيدة، التي لا تألو جهداً في دعم الأشقاء باليمن بكل غال ونفيس.ص
med_khalifaa@hotmail.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى