فيضانات آسيا.. 1200 قتيل و41 مليون متضرّر

اندي رويل *
مع تركيز وسائل الإعلام في أمريكا الشمالية على الفيضانات غير المسبوقة، وجهود الإغاثة الجارية في تكساس وولايات أخرى، هنالك مأساة أخرى تتكشف في آسيا، دون أن تحظى بتغطية إعلامية كبيرة.
في حين بلغ عدد الوفيات في تكساس 20 قتيلاً، فإن عدد القتلى في جنوب آسيا يُقدَّر بنحو 1200، بعد أسابيع من الأمطار الموسمية القوية بشكل غير عادي، التي ألحقت أضراراً بالهند وبنجلاديش ونيبال.
ويقدِّر الهلال الأحمر أن 14 مليون شخص قد تأثروا بالفيضانات في الهند، وأكثر من 7 ملايين في بنجلاديش، و1.5 مليون في نيبال. وتقدّر الأمم المتحدة إجمالي عدد المتضررين بالفيضانات والانهيارات الأرضية بحوالي ضعف ذلك، أي 41 مليوناً.
«على الرغم من أن الرياح الموسمية حدثٌ سنويّ، فقد اعتبرت أمطار هذا العام أسوأ بكثير من المعتاد، الأمر الذي يلقي الناس مسؤوليته على تغيّر المناخ، الذي جعل الأمور أسوأ بكثير».
ووفقاً للصليب الأحمر، فإن «مساحات شاسعة من الأرض في جميع أنحاء الدول الثلاث، غمرتها المياه… وفقد مئات الألوف من الناس منازلهم ومصادر عيشهم. وانغمرت الكثير من المرافق الطبية والمدارس والأسواق والخدمات الأساسية الأخرى».
ومع استمرار هطول الأمطار، يساور القلق كثيراً من الناس من احتمال زيادة أعداد القتلى والمتضررين.
وفي الهند، على سبيل المثال، فإن نصف ولاية اوتار براديش الضخمة، التي تضمّ 220 مليون نسمة، تحت الماء. ولكنها ليست وحدها. وقد صرّح ضابط إنقاذ وإغاثة مؤخراً لوكالة «رويترز»، بأن ما لا يقل عن 85 شخصاً لقوا مصرعهم في ستّ ولايات متضررة في الشهر الماضي.
وفي ولاية بيهار الشرقية «لم يُتَحْ للناس الوقت الكافي للخروج»، كما قالت حنا بتلر في الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر، التي كانت تدرس الأضرار في المنطقة، لصحيفة «فاينانشيال تايمز».
«وقد انمحى المزيد من المنازل التقليدية، كما تصدّعت المنازل الأسمنتية من أساسها». «وفي كبرى المدن الهندية، مومباي، التي تضم نحو 20 مليون نسمة، والمبنية في معظمها فوق أراضي مستصلحة، أغلقت المدارس والكليات أبوابها، مع ما قيل من أن نظام المواصلات في المدينة«غارق في الفوضى». ويقول أحد التقارير الإخبارية، إن المدينة قد شُلّت بسبب الأمطار المتواصلة. وفي بعض أجزاء المدينة، يقال إن ارتفاع الماء يبلغ خمس أقدام. ويُعتقد بأن خمسة أشخاص لقوا حتفهم في المدينة في الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وفي بنجلاديش لقي ما لا يقلّ عن 134 شخصاً مصرعهم، وتضرر 700 ألف منزل، مع تضرر أكثر من 8 ملايين شخص، وتعرُّض أكثر من ثلث البلاد حالياً للفيضانات. «هذه هي أشد الفيضانات في عدد من السنوات».
يقول ماتيو ماريك، رئيس الاستجابة للكوارث في بنجلاديش من الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر، بعد أن حلق بالطائرة مؤخراً فوق البلاد: «لم أستطع العثور على رقعة جافة واحدة من الأرض. وقد أضحى المزارعون وليس لديهم شيء، ولا حتى مياه نقية للشرب».
وفي الوقت نفسه، في نيبال، قُتل 150 شخصاً، ودُمِّر نحو 90 ألف منزل. وقال فرانسيس ماركوس، وهو ناطق باسم الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر، لصحيفة «نيويورك تايمز» من كتمندو: «نأمل في ألا يُغفل الناس الاحتياجات الملحة للشعب هنا بسبب الكارثة الأقرب للناس في الولايات المتحدة».
وتلك الكارثة هي عاصفة هارفي. وقد علّق العديد من الناس على مدى قلة التغطية الصحفية التي لقيتها فيضانات جنوب آسيا بالمقارنة مع هارفي. وفي الواقع، وكما هي الحال مع عاصفة هارفي، فإن تغيّر المناخ يفاقم المشكلة في آسيا..
* كاتب وصحفي استقصائي مستقل، متخصص
في قضايا البيئة والصحة.موقع: «كومون دريمز»