قضايا ودراسات

قد يكون غداً

شيخة الجابري

قد يكون غداً، يطل بكامل هيبته وبهائه، فإن كان فإننا نسأل الله تعالى أن يهلّه على وطننا وقادتنا الكرام وولاة أمرنا بالخير واليمن والسلام، والصحة والسلامة والوئام، وأن يمتّع فيه أهلينا وأسرنا بالصحة والعافية والفرح والسعادة، وأن يجمع شتات من فرّقتهم الظروف، وأن يقرّ عين كل مرتقب بعودة حبيب، وأن يحفظ جنودنا المرابطين في سبيل الحق، وأن يرحم شهداءنا الذين قضوا في سبيل الحق، وأن يتقبل الله منّا صلاتنا وصيامنا وطاعتنا، إنه سميع مجيب الدعاء.
يطل رمضان لينشر الفرحة في القلوب، وليجمعها على الخير والمودة، وليحقق السلام والوئام النفسي في المنازل، وبين الأفراد، وليذكرهم بأن الترابط الأسري والمجتمعي لا يشتد عضده في أي شهر أفضل من رمضان، والحرص على تحقيقه أحد أهم الأركان والقيم المجتمعية التي علينا جميعاً أن نحرص عليها، وأن نغرسها في أبنائنا ،قلوبهم، وسلوكهم، وتصرفاتهم.
يأتي شهر الرحمة لينثر المحبة في كل مكان، ليملأ أرواحنا وأعمالنا وقلوبنا بالسكينة، هو رمضان وهل من شهر أثمن من رمضان، نغتنمه بالتقرب إلى الله تعالى بالطاعات، وحُسنِ العبادات، وما من شيء أعظم وأجلّ من ذلك، في رمضان تبدو القلوب بيضاء، نقيّة، صافية، تملأ الأرجاء من حولها بالبهجة والحياة، وفي رمضان يتصافى المختصمان، وتقترب القلوب من بعضها فهل هناك أجمل من هذه الطاعات، التراضي في الله، وحباً فيه، وفي محبته، وعفوه، وكرمه.
وفي رمضان يتجلى التلاحم والتعاضد والتآزر بين أبناء الأمة فالله تعالى نسأله ألا ينقضي الشهر الكريم إلاّ وقد صفت القلوب، وتصافى الأشقاء، ونُبذ الشقاق، واقتربت القلوب من التلاق، فاللهم أهلّه على أمتنا العربية والإسلامية بالقوة، والتعاضد، وعلى خليجنا الواحد بالخير والمحبة والتلاحم والسلام.
لن أكتب عن رمضان الذي يعرفه الكثيرون بالإنتاج الدرامي الغزير، ولكني سأكتب عن الأمنيات على القنوات ألا تضطرنا إلى استنساخ مقالاتنا لسنين مرّت فنعيد نشرها بصيغ مختلفة وموضوع واحد، في رمضان نتمنى أن نجد البرامج التي تخاطب عقول أبنائنا، وتحترم ذائقتنا بعيداً عن المشاهد الممجوجة التي نُجبر عليها كل عام.
كل عامٍ وأنتم بخير قراءنا الكرام، رمضانكم كريم، وصيامكم مقبول بإذن الله.

Qasaed21@gmail.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى