قضايا ودراسات

قمة أديس أبابا

فيصل عابدون
لم تحظ قمة الاتحاد الإفريقي التي اختتمت أعمالها الثلاثاء في العاصمة الإثيوبية بالتغطية الإعلامية المكافئة لحجمها وأهميتها، وربما يعود ذلك للانشغال بالصراعات والتغيرات المتسارعة التي تعصف بالعالم، بالإضافة أيضاً إلى غياب عدد كبير من القادة والرؤساء الأفارقة عن أعمال القمة. لكنها مع ذلك خرجت بمقررات لافتة تمثل أرضية واعدة للنشاط السياسي والدبلوماسي خلال المرحلة القادمة.
وكرس البيان الختامي للقمة جانباً مهماً من بنوده لقضية النزاعات المسلحة بين بعض دول القارة والحروب الأهلية التي تعصف ببعضها الآخر. وهي القضية الأشد أهمية والعقبة الكؤود في طريق التنمية والتطور في الدول الإفريقية كل على حدة وتحد من فرص التعاون والشراكات الاقتصادية الممكنة والمتاحة والمثمرة بين الدول الأعضاء في الاتحاد.
وفي إطار ما أسماه بمرحلة «إسكات البنادق»، شجع البيان دول الاتحاد على تنفيذ القوانين التي توصلت إليها القمم السابقة لإقرار السلام، ومن بينها الموافقة على معاهدة تجارة الأسلحة، التي اعتمدتها الأمم المتحدة، معتبرة المعاهدة خطوة مهمة باتجاه إنهاء النزاعات.
البيان ألقى المزيد من الأضواء على تداعيات النزاع بين السودانيين الشمالي والجنوبي حول تقسيم المناطق الحدودية وحول أيلولة منطقة أبيي المتنازع عليها وما يقود إليه الشقاق الحدودي من زعزعة الاستقرار عبر الدعم المتبادل لحركات التمرد في البلدين. كما دعا لوقف الحرب الأهلية في جنوب السودان وبذل الجهود لبناء السلام في الدولة الجديدة. وطالب باعتماد الحوار والوسائل السلمية في إنهاء الأزمات بجمهورية الكونغو ورواندا وإفريقيا الوسطى وغينيا بيساو وساحل العاج وجامبيا.
وحول الأوضاع في ليبيا عبرت القمة عن قلقها إزاء استمرار المأزق السياسي وما يتبعه من تدهور في الوضع الأمني وانعكاسات كل ذلك على توسع قواعد الجماعات الإرهابية وعصابات الهجرة والاتجار في البشر وحثت الأطراف الفاعلة على تقديم التنازلات الضرورية والانخراط في حوار شامل لإحلال السلام وإعادة بناء الدولة.
ومن بين أهم القرارات التي خرجت بها القمة تصميم القادة على رفع تحديات بطالة الشباب، والتواصل مع الشركاء الأجانب، لكن دون تلقي توجيهات منهم حول الاحتياجات المتعلقة بشؤون الحكم الراشد.
وقال رئيس الاتحاد الإفريقي الرئيس الغيني ألفا كوندي إن «إفريقيا ستصبح شريكاً رئيسياً، لكنها لن تتلقى المزيد من المحاضرات والدروس»، مضيفاً أن القمة قررت تحدث البلدان الإفريقية بصوت واحد حول كافة القضايا الدولية.
وقال أمير المغرب الذي مثل الملك محمد السادس في القمة أن القادة اتفقوا على استحداث فرص عمل لحوالي 11 مليون شاب عبر القارة، مقابل توفر ثلاثة ملايين فرصة عمل سنوياً.

shiraz982003@yahoo.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى