كبار الوطن
ابن الديرة
إنجاز جديد يضاف إلى السفر الحافل بالعطاءات التي لا تتوقف وتطالعك بها أخبار إمارات السعادة.
مجلس الوزراء، برئاسة صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، يقرّر في خطوة غير مستغربة، وغير مفاجئة، تقديم رعاية كاملة لفئة من أبناء الوطن، لم تكن غائبة يوماً عن تفكيره أو اهتمامه، لكن القرار يبلورها ويثبّتها رسمياً في إطار سياسة وطنية ترسّخ مكانة من تربّت الأجيال على أذرعتهم وفي حنايا أفئدتهم.
محمد بن راشد، وجّه أولاً بتغيير مسمّى «كبار السنّ» على آبائنا بناة اللبنات الأولى لصروح الحضارة في كل أنحاء البلاد، في شتى مناحي الحياة، تعليماً وتربية وتنشئة، وتسميتهم «كبار المواطنين».
السياسة تقضي بوضع استراتيجية تتضمّن محاور سبعة أساسية، هي: الرعاية الصحية والتواصل المجتمعي واستثمار الطاقات والبنية التحتية والنقل والاستقرار المالي والأمن والسلامة وجودة الحياة المستقبلية، بالتركيز على تدابير وقائية تضمن حقوقهم وسلامتهم، وتشكيل قنوات مبتكرة لنقل معارفهم ومشاركة خبراتهم عبر الأجيال، وتعزيز البيئة الداعمة لحياتهم النشطة. فضلاً عن برامج تستقطب المتقاعدين، وتشجّع العمل المشترك لتوفير خدمات تنافسية في الإسكان والبنية التحتية.
ولزيادة تحصينهم، وحمايتهم، من أي إهانة أو فعل مشين، ثمة برنامج تدريبي للكشف عن الإساءة والعنف، وإطلاق خط ساخن للشكاوى يستقبل كل ما يمكن أن يتعرّضوا له، من هذا القبيل.
هذا الإنجاز الجديد الذي يستحق كل إشادة واحترام وتنويه الهادف إلى الارتقاء بجودة حياتهم وضمان مشاركتهم المجتمعية الفاعلة والمستمرة، لخّصه محمد بن راشد، بجملة بليغة قيّمة، قال فيها إنهم كبار في الخبرة وكبار في العطاء، ولا تماسك أسرياً إلا بحياة كريمة لهم. وزاد غير مبالغ أو مجامل، مطلقاً عليهم صفة الشباب الذين لا ينضب عطاؤهم، وعلى أبنائنا أن ينهلوا من تجاربهم. فهم فخرنا وقدوتنا وراحتهم واجب وطني، وما قدموه ويقدمونه، لا ينسى.
ما فعلته قيادة الإمارات، ليس مجرّد قرار حكوميّ تقليدي، إنه ردّ الجميل دائماً لكل من يسهم في نهضتها.
المسنّون كما كل فئات المجتمع الإماراتي وشرائحه في أمان وراحة بال وطمأنينة، ولكن هناك أمر مهمّ جداً، أن يبادر قائد كبير واستثنائي، أن يطلق عليهم رسمياً «كبار الوطن».
الأوطان لا تقاس أحجامها بمساحاتها الشاسعة وامتداداتها الجغرافية على مرام ومناح عدّة، الأوطان أحجامها بعظمة إنجاز قادتها، وتواضع أرواحهم، وتثمين أعمال رعاياهم، ومكافأتها بأحسن منها.
الأوطان كبيرة بكبر مواطنيها.
ebnaldeera@gmail.com