قضايا ودراسات

كف البصر يصبح من التاريخ

شيماء المرزوقي
جهود العلماء لا تتوقف، وما يمكن أن يتحقق من منجزات تصب في مصلحة البشرية ورفاه الإنسان واعدة، وتبشر بنتائج بالغة الأهمية؛ حيث إن بعضاً من هذه البحوث والدراسات، التي تنشر بين وقت وآخر تعد مذهلة فعلاً، وتحمل دلالات كبيرة، وعظيمة الأثر.
على سبيل المثال، هل يمكن أن نتخيل القضاء التام على كف البصر -العمى-؛ بل معالجة حتى من هو ضرير، وأن تعود لكل من هو فاقد لبصره هذه النعمة العظيمة؟ هذا ما تناوله بحث علمي، وليس هذا وحسب؛ بل إنه تبعاً لمثل هذا البحث فإنه يتوقع تقوية الإبصار والرؤية، وهو ما يعني أننا سنودع ضعف البصر على مختلف أنواعه، والذي يستلزم استخدام النظارات الطبية والعدسات، هذا ليس بالحلم؛ بل هو حقيقة؛ حيث إن العلماء نجحوا في تجربتهم بإعادة البصر لمجموعة من الحيوانات بعد تعديل الحمض النووي، وهذه التقنية تحديداً لو نجحت بشكل تام، فإنه يمكن أن تطبق من حيث المبدأ على أمراض أخرى.
الإعلان عن مثل هذه البحوث العملية، التي طبقت فعلاً تعد الأولى على هذا المستوى، التي تعتمد على طريقة تعديل الجين، وكيفية استبدال الجينات المصابة أو المريضة بجينات أخرى أكثر صحة ونشاطاً، تفرد أو سبق وأهمية مثل هذا الخبر يتمثل في أنه لأول مرة يتم تطبيق مثل هذه التقنية، فما كان يحدث في السابق هو على الخلايا المنقسمة؛ لكن جهود العلماء اليوم تنصب على تطبيقها على الخلايا غير المنقسمة، وهذه الخلايا هي التي تتكون منها أهم أعضاء جسم الإنسان، مثل: القلب، الدماغ، الكبد.. والمذهل بحق في هذا المجال، أن الموضوع يتجاوز البصر، ومن المتوقع أن أمراضاً خطرة، مثل: ضمور العضلات وتليف المثانة وغيرها الكثير، التي تكون جيناتها مصابة، ستتم إعادة معالجة هذه الجينات بأخرى سليمة وصحيحة وأكثر نشاطاً.
نظرياً ودون الدخول في مجال علمي طبي دقيق، تعد هذه التقنية واعدة، وتحمل أملاً بالغ الأهمية للبشرية بأسرها؛ لأن الفكرة برمتها رغم بدهية تطبيقها؛ حيث تستهدف الجين الذي يسبب المرض واستبداله بجين سليم، إلا أن هناك صعوبات بالغة وكبيرة يعرفها المختصون، الشيء اللافت في هذا الخبر تحديداً هو نجاحه في المختبرات على الفئران أولاً ثم على الحيوانات ثانياً، والنجاح في إعادة الرؤية والبصر لبعضها، وإذا طبق على الإنسان ونجح، فإن كثيراً من الأمراض الخطرة ستختفي تماماً من واقع البشرية؛ بل أيضاً سيكون هناك زيادة في معدلات الشفاء من الأمراض المستعصية.

Shaima.author@hotmail.com

Www.shaimaalmarzooqi.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى