قضايا ودراسات

لنبدأ من المدارس

بفضل السياسة الحكيمة التي تنتهجها دولة الإمارات العربية المتحدة داخلياً وخارجياً، فقد نجحت تماماً في بناء سد منيع وحائط صد قوي في وجه الهجمات الفكرية الإرهابية، ومحاولة غزو العقول لتسميمها بأيديولوجيات ما أنزل الله بها من سلطان، في إطار مساعيها الهادفة إلى تحصين المجتمع بكل مكوناته ضد التطرف والعنف والكراهية وازدراء الآخرين ومحاربة معتقداتهم وتبديد إنجازات البشرية.
وسر النجاح هذا يعود إلى عدة عوامل مجتمعة، متفاعلة، تتعاضد ولا تتصارع، وتوحد الجهود ولا تفتتها، وترتقي بالنتائج لتصل إلى أبعد من حدود المأمول والمتوقع، لعل أبرزها وأكثرها إيجابية وتفاعلاً، هو الارتباط العضوي والتلاحم غير المسبوق بين القيادة الحكيمة والشعب، وإخلاص قيادة البلاد في توجيه كل مواردها لصالح بنائها وتنميتها، والقفز بها بثقة واقتدار إلى مفردات القرن الحادي والعشرين بما تعكس من تطور رهيب انعكس على كل مظاهر الحياة البشرية.
كما أن جدية القيادة في توجهاتها، وإيمانها الشديد وحبها للوطن والشعب، إلى الدرجة التي باتت كل سياساتها وخطواتها التنفيذية على الأرض تصب في خانة رفع المستوى المعيشي للمواطن وزيادة رفاهيته إلى أقصى الحدود الممكنة، أضحيا عنواناً لها، وسمة تميزها عن كل القيادات في معظم دول العالم.
ووجد شعب الإمارات مصلحته في وحدته، والاسترشاد بهدي قيادته وأفكارها ومعتقداتها وما تتخذه من مواقف وقرارات، وإخلاصه في العمل، وتمسكه بحقه في الوصول إلى أعلى مراتب العلم، ليكون الأقدر على صنع حاضر مشرق ومستقبل زاهر لصالحه والأجيال القادمة، والتصدي لكل محاولات تغيير اتجاهات مسيرته في غير صالحه، والتي تبذلها قوى الشر والظلام.
وحتى تستمر السياسة الناجحة في مواجهة الإرهاب ومخططاته وأعماله الإجرامية الشنيعة، يجب أن نبدأ تحصين المجتمع من المدارس، عبر تعميق حب الوطن والانتماء في نفوس الصغار واليافعين والطلاب، وتقوية إيمانهم أن كل ما تحقق من إنجازات جاء بالحب والتسامح ومساعدة الغير، والحرص على العمل والبذل والعطاء بلا حدود، وأن الفكر التحريضي الأسود انعكاس لأمراض معتنقيه النفسية والعقلية، وأن مصلحته الحقيقية تكمن في دحره والتحصن ضده والقضاء عليه.
النجاح في «تطعيم» الطلبة ضد الإرهاب وأفكاره السوداوية، سينعكس بطبيعة الحال على بقية أطياف المجتمع، ومؤسساته، وسيدعم المسيرة الظافرة المنطلقة إلى الآفاق الأرحب، وسيوفر مظلة آمنة للجميع.
لتنصب الجهود كلها على تحصين الطلبة الصغار والكبار، وتوعيتهم والارتقاء بملكاتهم الفكرية، ليستطيعوا أن يميزوا بلا عناء تلك الأفكار المسمومة التي تستهدف حرفهم عن مسارهم الصحيح، وإعاقة مسيرة التنمية والإبداع والابتكار، وإبعادهم عن انتمائهم للأرض والشعب الذي عاهد الله أن يكون إيجابياً وفي الطليعة على الدوام.
ابن الديرة
ebn-aldeera@alkhaleej.aeOriginal Article

زر الذهاب إلى الأعلى