لوفر أبوظبي.. ثقافة الحياة
تفتح دولة الإمارات العربية المتحدة خطاً حضارياً جديداً مع العالم.. هو إضافة بالغة النوعية لمنجزها الثقافي الفني والفكري المؤسس على التنوير والجمال والسلام؛ وذلك بافتتاح متحف اللوفر أبوظبي في نوفمبر المقبل، وهو حدث محلي إماراتي بامتدادات عربية وعالمية يعزز التأكيد على مدنية الدولة وحضاريتها وخصوصيتها الثقافية المحترمة من جانب النخب النابغة والعالية في فكرها ورؤيتها المستقبلية في العالم الذي يراهن على الثقافة والفنون الإنسانية الجامعة للبشر على أساس المحبة والعدل والانفتاح.
متحف اللوفر أبوظبي إنجاز إماراتي كبير في معناه وفي دلالاته وزمنه ومكانته، والمتحف أيضاً ترجمة بالغة الوضوح لسياسات الدولة الثقافية والإبداعية والابتكارية التي تحظى دائماً منذ قيام الاتحاد بالدعم المادي والمعنوي في اتجاه ثقافة الحياة وثقافة الخير.
المتحف أيضاً مفردة جديدة في معجم الإمارات الدائمة التطلع إلى التفوق والسمو والنجاح؛ وذلك من خلال أفكار ورؤى واقتراحات تنهض على مفاهيم راقية مثل الإيجابية، والإنتاجية، والتنمية، والإبداع، فلا يمكن الفصل بين روح اتحاد الإمارات النموذجي القوي المتماسك بالمحبة والعدل والجمال، وبين متحققات ومنجزات الدولة التي تستلهم أصلاً روح الاتحاد.
متحف اللوفر أبوظبي، الذي يرمز إلى العالمية في ذروة معانيها الجمالية الراقية مشروع ثقافي حيوي يحيل إلى كل ما هو نقّي ونظيف في المشتركات الإنسانية الطيبة بين الثقافات والحضارات، والمتحف أيضاً هو فعلاً «مدينة متحفية» بمقتنياته ومعماريته وتصميمه وهندسيته الرفيعة، فضلاً عن القيمة الثقافية الفنية والتاريخية التي تفصح عنها مجموعة الأعمال الفنية المقتناة «620 عملاً فنياً» في مكان هو أصلاً قطعة فنية عالية الجمالية من حيث المعمار، ومن حيث طبيعة المكان ونقصد بهذه القطعة الفنية «جزيرة السعديات» التي يقع فيها المتحف الذي يعكس انشغالات فنانين ونحاتين ومبدعين جماليين كبار كرسوا حيواتهم لقيم الخير والمساواة والمحبة بين الشعوب والثقافات والحضارات التي تلتقي جميعاً في إطار المادة الفنية العالمية القائمة في المتحف.
نقول هنا إن الإمارات دار الأمن والأمان والاستقرار هي أيضاً دار أكثر من مئتي جنسية مقيمة في الدولة في بيئة تعايش مثالية وفي مناخ اجتماعي إنساني مثالي أيضاً؛ وذلك ملموس ومقروء تبعاً لنبض الحياة اليومي وإيقاعها الهادئ والحميم.. والمتحف من حيث هذه التفصيلة الاجتماعية يلبي المعطى الثقافي والفني والفكري بالنسبة لهذه الجنسيات والجاليات المقيمة التي تقوي تعايشها الطاقة الروحية والأخلاقية الموجودة في الفن.
فن المحبة، والرفق، والمرونة، والألفة هو فن لوفر أبوظبي، وهو أيضاً فن الصداقة والمصافحة، وفن الروح والقلب والوجدان.. القواسم العظيمة التي تلتقي عليها البشرية ولا يشذ على هذه القواسم إلا ذلك الذي يعاني الوحدة والعزل والانكفاء.
لوفر أبوظبي.. بصمة إماراتية عالمية جاءت من النبوغ والإبداع، وتؤشر على بوصلة دولة تتجه إلى المستقبل والرفعة والكبرياء.. ومن نجاح إلى نجاح أكبر وأجمل.
يوسف أبولوز
y.abulouz@gmail.com