قضايا ودراسات

ما الذي فعلته الكتابة والإنترنت؟

دوماً التطورات والمخترعات الملهمة التي تحدث فرقاً جوهرياً في حياة الناس تكون ذات بعد عميق، ولها أثر كبير في التقدم الحضاري والرفاه البشري. في العصر الحديث تعتبر شبكة الإنترنت واحدة من أهم المخترعات التي غيرت وجه الأرض، بل غيرت طريقة التعاطي والتعامل بين مختلف شعوب العالم. وفي المجمل، فإن هذه الشبكة جعلت العالم على اتساعه وكأنه يعيش في قرية صغيرة، وأتاحت تناقل المعلومات بشكل سريع وفوري. تبع ظهور شبكة الإنترنت تطوير سريع لإمكانياتها وقدراتها، حتى وصلنا لعصر الهواتف الذكية. قبل نحو العشرة أعوام لم تكن معروفة لدينا الهواتف الصغيرة، وأن تكون تلك الأجهزة قادرة على إرسال وتلقي رسائل البريد الإلكتروني والصور والأفلام وغيرها الكثير. وبات هذا الهاتف الذكي وكأنه مكتب، بل هو مكتب متنقل بما يحتويه من قدرات لتسهيل الأعمال، حتى في مجال الترفيه نبعت صناعة كاملة من الألعاب والأفلام والموسيقى..إلخ. هذه الثورة لم تكن لتحدث ولو لم يكن لها أساس قوي ومتين تعتمد عليه مثل شبكة الإنترنت.
إذا أردنا وضعاً مشابهاً لمثل اختراع شبكة الإنترنت، فأعتقد أننا يجب أن نعود إلى أكثر من 3000 عام قبل الميلاد، ففي تلك الحقبة الغابرة توصلت البشرية إلى ما يشبه نظاماً للكتابة الأبجدية، وخضع هذا الاختراع، إذا صح التعبير، للكثير من التطوير منذ ذلك التاريخ حتى عصرنا الحالي. وفي هذا العصر يتوقع أن تبتلع تقنيات الاتصالات الحديثة الكتابة التقليدية المتعارف عليها اليوم، وتصبح كتابة إلكترونية كغيرها من المواد التي تعتمد على الصورة.
من خلال مثل هذا المشهد ندرك أنها قليلة جداً تلك المخترعات التي فعلاً ساهمت في إحداث ثورة حقيقية وشاملة لكل إنسان يعيش على كوكب الأرض. الكتابة وشبكة الإنترنت أعتبرهما من أهم العوامل التي ساهمت في تغير المجتمعات البشرية وتطورها. المهم نحن ما الذي نقدمه من مبتكرات تستهدف تطوير المحتوى وتقديم خدمات جليلة وجميلة للناس بالاستعانة بالكتابة وشبكة الإنترنت؟
إنها دعوة لبذل الخير وتقديم مبتكرات مهما اعتقدنا أنها ضئيلة ومتواضعة.

شيماء المرزوقي
Shaima.author@hotmail.com
www.shaimaalmarzooqi.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى