قضايا ودراسات

«مركز الشباب».. مساحة إبداع وانفتاح

مارلين سلوم
دائماً هناك الجديد، ودائماً هناك فكرة عصرية يتم تنفيذها لتتصدر وتقف في الصفوف الأمامية، فإما أن تكون الأولى من نوعها أو الأفضل عالمياً. وفي دولة الشباب، لم يعد يفاجئنا أن نشهد ولادة مشاريع كبرى من صنع الأجيال الشابة، وأن تكون مخصصة لهم، وآخرها «مركز الشباب»، الذي افتتحه، أول أمس، صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في أبراج الإمارات في دبي.
الإمارات تحتضن شبابها، تفتح لهم أبواب المستقبل؛ ليكونوا شركاء في صناعته، ويكونوا شركاء في استكمال مسيرة وطنهم. هذا «الحضن» يمنح الشباب مساحة واسعة للتفكير وتنفيذ الأحلام على أرض الواقع، بدل أن تكون حبيسة عقولهم أو أدراج خزائنهم، أو بدل أن تنطلق منهم إلى أفواه تسمع ولا تنفذ، فتموت الأحلام وهي بعد في مهدها، كما يحصل في كثير من الدول، التي يعاني شبابها الإحباط والإهمال وعدم مبالاة المسؤولين.
مركز من تصميم شباب دون الثلاثين عاماً، هو بلا شك يتسع لكل متطلبات الأجيال الجديدة، وتطلعاتهم المستقبلية. فيه يلتقون لتبادل الأفكار وطرح المشاريع والابتكارات، وفيه تتسع دائرة معارفهم ومعلوماتهم وثقافتهم، وتكبر فيهم الرغبة في التطوير والتجويد وصناعة الأفضل ما دام هناك من يثق بهم وبقدراتهم، ويترك لهم الفرصة لإثبات الذات.
الشباب يحتاجون إلى تلك المساحة التي يترجمون فيها أحلامهم إلى حقائق، وينتقلون بواسطتها من العالم الافتراضي إلى الواقعي. وفي مركز الشباب مساحات تمنح الفرصة لكل من يرغب في تقديم نفسه للآخرين وللعالم، في الداخل والخارج، وفي مجالات عدة تشمل الأعمال والإعلام، البحث والبرمجة، والإبداع في كل المجالات، دون أن ينسى جوانب الترفيه والألعاب والفن، ما يعني أن المركز عبارة عن عالَم مصغّر يشمل مختلف اهتمامات الأجيال الفتية، وليس مقراً علمياً بحثياً ثقافياً فقط.
مهم أن يجد الفن مساحته بين تلك المنصات الجديدة؛ حيث يمكن اكتشاف مواهب وأفكار فنية تعبر عن الشباب بأشكال مختلفة، راقية، متطورة، تصلح للانتقال من داخل المركز إلى العالم. وبإمكان تلك الأفكار أن تنتشر أيضاً بين شبابنا العربي، خصوصاً أن الفن يشكل جزءاً أساسياً من وسائل التعبير التي يلجأ إليها الشباب، سواء للتعبير عن أنفسهم أو للتفريغ عن الطاقات وعما يجول في خواطرهم.
«مركز الشباب» هو مساحة للإبداع وتبادل الأفكار، مساحة إضافية للانفتاح على الآخر، التحاور، التلاقي، وطريق جديد يبعد الشباب عن الانزلاق خلف التطرف والأفكار السوداء التي ينشرها البعض عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

marlynsalloum@gmail.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى