مشاكل المراهقين
التطور نعيشه في كافة مفاصل حياتنا، ودخول التقنيات الحديثة في كافة جوانب هذه الحياة؛ بل القفزات المدوية في عالم الاتصالات والهواتف الذكية، التي أفرز لنا عادات جديدة في طرق التعامل والتعاطي مع الهموم والروتين اليومي الذي نعيشه.
فكما هو معروف أن طريقة التواصل بين الناس اختلفت تماماً، وبالتالي تغيرت ردات الفعل. وبما أننا نشعر بهذا الاختلاف ولا مجال لإنكاره أو تجنّبه، حيث يمكن رصده بسهولة في عدة أوجه، فإن الذي أريد التطرق له، هو قضية جديرة بالعناية تتعلق بالمراهقين تحديداً؛ لأنني أعتبر أن مشاكلهم هي أيضاً تطورت.
على سبيل المثال لا يمكن اليوم في هذا العصر معالجة قضية مراهق بنفس الخطوات التي كانت تتم بها قبل نحو عقد واحد من الزمن؛ لأن تفكير هذا المراهق قد تغير، ومنطلق المشكلة نفسها تغير؛ بل حتى الوسائل والطرق والتقنيات تطورت؛ لذا يقع على المربين والمعالجين عبء كبير ومسؤولية بالغة لمواكبة مثل هذه التطورات.
فعندما يكون على سبيل المثال المراهق منعزلاً ومشغولاً بشكل دائم بهاتفه، والتطبيقات المختلفة، وتسبب هذا في تدني اهتمامه بالدراسة وبمحيطه ومجتمعه، لابد للمربي أو الموجه أن يكون على درجة من الإلمام بتطبيقات الهواتف الذكية، وعلى دراية بمختلف الألعاب التي تنتشر، حتى يستطيع الدخول إلى عمق المشكلة، ويكون مقنعاً لهذا المراهق.
أما إذا اعتقد المربّي للحظة أن الحل يكمن في التحدث مع المراهق ونصحه بشكل سطحي، فهو واهم ولن يصل إلى نتيجة، فالمراهق إذا شعر بأنه في هذا المضمار أفضل وله الأسبقية، فإن أي معلم أو موجه أو حتى الأم أو الأب، لن يستطيع التأثير عليه إيجابياً.
وهذه بحق معضلة كبيرة، ويجب أن ندرك ونتأكد من أن تفكير مراهق اليوم، مختلف تماماً عن التفكير التقليدي، وأن الاهتمامات اختلفت تماماً، وبات هذا المراهق يلتقط المعلومات من مختلف دول العالم ومن كل المجتمعات دون أي حواجز؛ لذا لن ترتقي التوعية والنصيحة والإرشاد إلى مستوى ما وصله.
أما إذا رغبنا في التأثير على المراهق إيجابياً، وعلاج المشاكل التي تواجهه وتحميه من الانحراف، فلابد أن نكون أولاً على معرفة تامة، واطلاع على ما يتعرض له وما يشاهده وما يسمعه، ثم نقدّر الروح التنافسية التي تكمن في عقلة وقلبه، والحماس غير المنضبط في روحه، وتوظيف هذا النشاط لما يفيده ويدفعه نحو النجاح.
شيماء المرزوقي
Shaima.author@hotmail.com
Www.shaimaalmarzooqi.com