من يشجع المتسولين؟
إيمان عبد الله آل علي
رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة للتصدي لظاهرة التسول، إلا أننا يومياً نشهد متسولاً في الشوارع والطرقات والمساجد والأسواق والأماكن العامة، ورغم التحذيرات والبرامج التوعوية التي تطلقها الجهات المعنية إلا أن هناك من يتعاطف مع المتسولين ويشجعهم ويجعل الأموال في يد أفراد لا يستحقونها.
من يشجع المتسولين؟ سؤال يطرح نفسه، لو لم يجد هؤلاء من يعطف عليهم لما شهدنا تكاثرهم، لنصل إلى مرحلة نشهد فيها أطفالاً يتسولون. أطفال قضت أسرهم على براءتهم من أجل المال، وشوهت طفولتهم باستغلالهم بتلك الطريقة.
ظاهرة التسول تشوه وجه المجتمع، وتعكس صورة غير حقيقية عن دولتنا، فالإمارات بلد معطاء وامتدت أياديها البيضاء إلى دول العالم، فكيف من يعيش على أرضها ولا يملك ثمن طعامه وملبسه ومسكنه وعلاجه؟ هناك العديد من الأسر والحالات التي تكون بحاجة إلى مساعدة حقيقية، وتلجأ إلى الجهات الخيرية وتناشد من خلال وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة، وفعلياً تلبي المؤسسات الخيرية وأصحاب الأيادي البيضاء نداء المحتاجين.
أما تلك المجموعة التي تتسول يومياً في الشوارع لو كانت بحاجة فعلية إلى مساعدة مالية لتوجهت إلى الجهات الخيرية وإلى الخيم الرمضانية التي تملأ جميع الإمارات، وتستوعب أعداداً كبيرة من المحتاجين وغير المحتاجين، لكنها ليست مستحقة لمساعدة مالية واتخذت من التسول مهنة تدر عليها آلاف الدراهم يومياً.
نحن من نشجع المتسولين، فتجاوب أفراد المجتمع معهم من شأنه أن يشجعهم على الاستمرار في عمليات التسول، ويسيئون إلى الدولة بسلوكهم المشين، ويرعبون المارة بطريقتهم التي تدخل الخوف في النفوس، كلنا يجب أن نقف مع الجهات المعنية لمحاربة هذا السلوك الخطأ، لنتخلص من هذه الظاهرة التي تنتشر بشكل كبير في رمضان، خاصة أنهم جميعهم قادرون على العمل والإنتاج، لكنهم وجدوا من خداع الناس وسيلة للحصول على المال.
الجهات المختصة تعمل جاهدة في مكافحة الظاهرة وإيجاد السبل الكفيلة للحد منها، وكشف زيف المتسولين، فهناك من يدخل الدولة بتأشيرات زيارة في شهر رمضان لمزاولة التسول كمهنة، وشرطة دبي ضبطت أكثر من 52 متسولاً منذ الإعلان عن انطلاق حملة «كافح التسول»، وكشفت أن 16 من المقبوض عليهم تسللوا إلى الدولة مستغلين هذا الوقت من السنة لممارسة التسول كمهنة تدر عليهم أموالاً.
هناك عشرات المتسولين الذين ما زالوا يمارسون مهنتهم أمام مرأى الجميع، ودور المواطن والمقيم مهم في محاربة الظاهرة من خلال التوقف عن إعطاء المتسولين المبالغ النقدية أو العينية، وعدم تشجيع من اتخذ من التسول مهنة له.
Eman.editor@hotmail.com