والدنا حكيم العرب
ابن الديرة
ذكرى القائد الرمز الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، هي يوم العمل الإنساني في الإمارات، وهذه خطوة مهمة وموفقة حقاً، فحيثما يذكر اسم الشيخ زايد يذكر الخير والإنسان، هذا في الوجدان الجمعي في الإمارات والوطن العربي، وهذا ما يتحقق اليوم، رسميا، عبر تحويل مناسبة رحيل والدنا وقائدنا وحكيم العرب إلى احتفال بالإنسان واحتفاء بالعمل الإنساني والخيري.
وقد بذل زايد الخير، طيب الله ثراه، كل عمره في خدمة الوطن والأمة والإنسان، وهو من القلائل النادرين الذين استطاعوا صناعة الفرق، فهناك زمان ما قبل زايد وما بعده، وهناك مكان ما قبل زايد وما بعده، وهناك، هنا نهضة غير مسبوقة، اكتسبت خصوصيتها وتفردها في عدد سنين لا يقارن، ولا يعد في تاريخ بناء الأوطان، ومهما قيل في هذا العنوان، فإن سجل الفخر الذي كتبه الشيخ زايد حرفاً حرفاً، وصرحاً صرحاً، مدرسة وجامعة ومستشفى وجسراً وحكمة وتنمية شاملة ومتوازنة، وإنساناً يطمح اليوم إلى الوصول للمريخ في العام 2021، حيث الاحتفال بمرور خمسين عاماً على تأسيس الدولة وانطلاق الاتحاد، وحيث الحلم بأن تكون حكومة الإمارات في العام نفسه واحدة من أفضل خمس حكومات في العالم، بدأ يقترب، ويتشكل حقيقة ملموسة.
هذه هي إمارات زايد الخير، طيب الله ثراه، وهذه إمارات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الذي أطلق نهج التمكين، فأكمل مسيرة والده العظيم، ووضع الإمارات في طريق المواكبة والتطوير والتغيير، عبر سياسة تنسجم وقيم الإمارات وروح هذا الوطن المنتمي إلى لمستقبل.
في هذا اليوم نتذكر الشيخ زايد الذي لم ننسه ولا ننساه، وندعو أجيالنا خصوصاً الشابة والطالعة إلى قراءة وإعادة قراءة تجربة الشيخ زايد وتأمل في مسيرته، فهذا القائد الرمز ملهم يقيناً للأجيال، وفي مسيرته ما يؤسس، باستمرار، لمزيد من الثقة والطمأنينة.
زايد هو الرجل الذي صنع الفرق في ظروف معاكسة، وفي بيئة لم تكن مؤاتية، لكن اختار العمل مع التضحية، واعتبر إنسان الوطن الغاية والوسيلة والاسم والرقم والعنوان، وركز على العلم طريق بناء ومعنى يختصر المعنى كله.
وهذا هو غرس الشيخ زايد يزدهر في عهد صاحب السمو رئيس الدولة، وها هو الإماراتي يتفوق في العلم والعمل، فيخدم وطنه ويرفع اسم دولته عالياً كرايتها العالية، في زمن لا يقبل إلا المتفوقين والمتميزين، والاقتباس من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في خلال استقباله مساء أمس متفوقي المدارس وأولياء أمورهم والقيادات التعليمية.
هذه دولة العلم والمعرفة والتنمية والفرح والسعادة والإنسان، فرحمك الله يا زايد الخير، كم نحبك، وكم نشتاق لك دائماً، خصوصاً في مثل هذا اليوم، يوم ذكراك الثالثة عشرة، يا من أحببت وطنك وشعبك وأمتك، فأحبك الناس، ونطق بحبك ومكانتك حتى الشجر والحجر.
ebn-aldeera@alkhaleej.ae