مقالات رئيس التحرير

وطني امي

محمد سعيد القبيسي

في خضم الاحتفالات الاجتماعية التي تسود الاسر على اختلاف اجناسها والوانها في العالم بأسره بذكرى عيد الام لفضلها وحنانها ورعايتها وشغفها باولادها والتضحيات التي تقوم بها بالسهر والتعب والرعاية والنشأة والدعاء، ساعات عمل ليس بها اي ساعة راحة او استراحة فهي حتى في سكونها يعمل عقلها لتجهيز او تدبير امرا ما.
فهذا الواجب الاجتماعي الذي يقتضي ان يقدم لامه الشكر والاحترام ويدعو لها بالسعادة والهناء ليس يوما واحدا بالسنة وانماا على مدار السنة كما امرنا الله سبحانه وتعالى في قرانه الكريم (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ)
وفي حديث أَبُو هُرَيْرَةَ، جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِىّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِى‏؟‏ قَالَ‏:‏‏ ‏(‏أُمُّكَ‏)‏، قَالَ‏:‏ ثُمَّ مَنْ‏؟‏ قَالَ‏:‏ ‏(‏ثُمَّ أُمُّكَ‏)‏، قَالَ‏:‏ ثُمَّ مَنْ‏؟‏ قَالَ‏:‏ ‏(‏ثُمَّ أُمُّكَ‏)‏، قَالَ‏:‏ ثُمَّ مَنْ‏؟‏ قَالَ‏:‏ ‏(‏ثُمَّ أَبُوكَ‏)‏‏.‏
كل هذا كان عن الام التي انجبتنا ورعتنا ولكن في نفس الوقت هناك ام اخرى وكبرى وقفت ايضا معنا هي امنا الامارات في ظلل قيادتنا الرشيدة والتي عبدت الطرق التي مشت عليها امي لتصل الى المستشفى لتلدني ولالقى الرعاية الصحية والبيئة النظيفة التي وصلت اليها، ولاتلقى تطعيماتي ضد الامراض الكثيرة واذهب الى المدرسة التي بنتها امي الامارات ولتنفق علي في دراستي في الخارج وترعاني بتوفير كل احتياجاتي من راتب ومسكن و و و و… حتى انتهيت وعدت الى احضانها في اماكن عدة اخدمها وارد اليها القليل من الجميل الذي قدمته لي وها هي الام ترعاني وترعى ابنائي وسترعى احفادي من بعدي.
ان امي الامارات ترعى ابنائها في حياتهم وبعد مماتهم وهو مارأيناه في الصحف والاخبار باعتماد سمو الشيخ هزاع بن زايد الل نهيان مستشار الامن الوطني نائب رئيس المجلس التنفيذي لاماراة ابوظبي اعفاء 40 حالة من سداد قرض الاسكان بسبب الوفاة والتي بلغت 33 مليون درهم، ياله من خبر اسعد هذه الاسر بازاحة هم ثقيل عن كاهلهم واسعدنا ايضا بوجود قيادة ترعانا حتى بعد موتنا، ياله من شعور بالفخر لانتمائنا الى امنا الامارات الرحبة بصدرها وحنانها ورعايتها لابنائها احياء وامواتا.
ان الامارات اليوم بقيادتها الرشيدة سخرت الثروة التي وهبها الله لسعادة البشرية كما علمنا القائد المؤسس المغفور له الشيخخ زايد بن سلطان ال نهيان رحمه الله وهو مانراه جليا يترجم اقواله سيدي صاحب السمو رئيس الدولة ونائبه وولي عهد الامين لتكون الامارات واحة يانعة تفوح بالهناء والسعادة لابنائها ولكل من يقيم على ارضها.
لقد اردت ان اكتب عن اعفاء قروض الاسكان للمتوفين فابحرت في خير قيادتنا وخير الامارات وتزداد الكلمات بعد كل سطر اكتبهه لتذكر كل مكرمة وكل عطاء وكل كرم، ولكن مهما كتبت واطغيت في الكتابة لن افي بشيء مما قدمته لنا الامارات.
ولايسعني هنا الا ان اقول وطني امي، تربيت في احضانه ونشأت في ربوعه ودرست في صروحه واعيش من خيراته واحتميي بظلال امنه وجيشه، وطني افتخر به واعتز بتربيته كما اعتز بتربية امي.
واخيرا وفي هذا المقام تحضرني قامة كبرى لاتحد عزيمتها حدود ولاتعرف مكرمتها سدود، هي ام العرب وام الامارات وامنا جميعاا الشيخة فاطمة بنت مبارك حفظها الله ورعاها الام الرؤوم مساحة تخترق الافاق في المحبة لابنائها ليس في الامارات ولكن في العالم اجمع واقول لها كل عام وانت بخير يا ام العرب وام الامارات وامنا جميعا، ونبارك لسموها الكريم تكريمها ومنحها لقب ام العرب تقديرا لعطائها الكبير ومكانتها السامية في قلوب الجميع اطال الله في عمرها وحفظها لنا اللهم امين يارب العالمين.

زر الذهاب إلى الأعلى