مقالات اجتماعية

أفكار تجعلك سعيدا

جاسم المطوع

للسعادة قانون لو تعرفت عليه ستكون سعيدا بحياتك، والسعادة أمنية كل شخص في الحياة، كما أن السعادة قد تكون مشتركة بينك وبين الآخرين أو تكون فردية لوحدك، فقد يسعدك شيء لا يسعد غيرك، ولكن أكثر الناس عندما يرتكبون أخطاء يشعرون بالحزن والإحباط والألم من الموقف أو الخطأ الذي ارتكبوه، ولهذا فإن تعلم الإنسان كيف يستفيد من أخطائه وكيف يكون الخطأ سببا لسعادته وليس لشقائه مهارة مهمة لابد من تعلمها.

أول قرار تتخذه إذا ارتكبت خطأ هو أن تجعل عينك تنظر للخطأ على أنه فرصة ذهبية للتعلم منه، فالحياة كلها تجارب وهي مدرسة يتعلم منها الإنسان كل يوم شيئا جديدا، فإن الألم يحصل وقت ارتكاب الخطأ ولكن ليس الحزن الدائم والألم المستمر هو التصرف الصحيح عند حصول الخطأ، وإنما الصواب أن احول مشاعر الألم بالعمل حتى استفيد من الخطأ بعمل إيجابي، والأخطاء ثلاثة أنواع خطأ في حق النفس، وخطأ في حق الله، وخطأ في حق الناس، فالخطأ قد يكون سببا للنجاح والسعادة، ولهذا قال علماؤنا في مثال الخطأ في حق الله مثلا «رب حسنة تدخل صاحبها النار ورب سيئة تدخل صاحبها الجنة»، فلو عمل الإنسان حسنة رافقها التكبر والغرور فإن الحسنة هذه تكون سببا في دخول صاحبها النار بسبب التكبر، والسيئة التي تدخل صاحبها الجنة لو حصل بعدها توبة ورجوع إلى الله تعالى، أما لو كان الخطأ في حق النفس فعدم تكراره هو الصواب، ولو كان في حق الناس فيكون الاعتذار منهم وعدم تكرار الخطأ مرة أخرى، فهذه أول وسيلة لتحقيق السعادة وهي أن لا يكون الإنسان مأسورا لحزنه عند ارتكاب الخطأ، بل درب عينك ألا ترى أخطاءك نهاية الدنيا وحاول أن تصادق أخطاءك لتتعلم منها.

أما الوسيلة الثانية فهي قضاء وقت مع الأشخاص الإيجابيين الذين يبثون روح السعادة والبهجة والتفاؤل في نفوس من يجلسون معهم، والأشخاص الإيجابيون هم الذين يحبون لك الخير ويسعدونك إذا تحدثوا معك ويحرصون على أن تكون أنت الأفضل دائما فهؤلاء يزيدونك سعادة، واحرص أن تتجنب الأشخاص السلبيين والمتشائمين حتى لا يشعروك بالتعاسة والشقاء، أما الوسيلة الثالثة للسعادة فهي أن تكون صادقا مع نفسك ومع الآخرين، ومن يظن بك ظنا سيئا أو يتهمك من غير دليل فلا تسع أو تحرص للدفاع عن نفسك دائما؛ لأن الذي يتهمك من غير دليل ربما يعاني من ضعف في الثقة بنفسه أو قد يكون مبتلى بمرض الوسواس القهري أو الشك المرضي، فلا تجعل لنفسيته المتشائمة أو الشكاكة أثرا في نفسك وشخصيتك وإلا فإنك ستحرم السعادة.

أما الوسيلة الرابعة فهي أن تعيش حاضرك وماضيك ومستقبلك بطريقة صحيحة، فماضيك تعيشه لتستفيد منه وتتذكر ما فيه من ذكريات جميلة، ومستقبلك تعيشه بالأحلام والأماني التي ترغب بتحقيقها بشرط أن تكون خيالية أو غير واقعية، أما حاضرك فتستمتع به وتكون منجزا وعاملا فيه لتستدرك ما فاتك بالماضي ولتؤسس لمستقبل زاهر، والوسيلة الخامسة أن تستمتع بما أعطاك الله تعالى، ولو كنت ترى العطاء قليلا فإن الله تعالى لا يعطي القليل ولكن عيوننا تراه قليلا، فالله يعطي الكثير لأنه جواد كريم، وقد ترى عينك أن الله أعطاك القليل من المال أو الأولاد ولكن عينك لو دققت النظر لوجدت أن الله أعطاك الصحة والجمال والحركة والثقافة وحسن الكلام والعلاقات الاجتماعية ومحبة الأهل والأصدقاء وسرعة الحفظ والتعلم وأعطاك مواهب كثيرة وإن نعد نعم الله فإننا لا نحصيها، والوسيلة السادسة للسعادة هي أن تكون سعيدا بالنعم التي تحدث للآخرين وتراها عندهم، فإن الحسد والغيرة والكراهية للآخرين تجعلك تعيسا وشقيا، فمثل ما تحب الخير لنفسك درب نفسك على أن تحب الخير للآخرين حتى تعيش سعيدا، وإذا أردت أن تنافس غيرك فنافسهم على الآخرة لا الدنيا تكن سعيدا.

* نقلا عن “اليوم

زر الذهاب إلى الأعلى