مقالات رياضية

أنا وأولادي

#مقالات #رياضة #دوري_ادنوك #مقالات_اونلاين

محمود الربيعي

قبل أن أكشف النقاب عن المقصود من اختيار عبارة «أنا وأولادي» عنواناً لهذا المقال، يطيب لي أن أبدي امتناني وإعجابي وسعادتي بدوري أدنوك الإماراتي للمحترفين، فقد أمتعنا بهذه الجولات الخمس المثيرة التي اتسعت منافساتها بعد الجولة الأخيرة لأربعة فرق هي الشارقة الذي يجلس منفرداً على كرسي الصدارة برصيد 13 نقطة، ويقفز الوصل أول مرة إلى المركز الثاني برصيد 11 نقطة، وبالرصيد نفسه يأتي الجزيرة ثالثاً، ثم العين رابعاً بـ10 نقاط، وفي تقديري فإن الخامس في الطريق وهو الوحدة الذي استعاد نفسه بفوزين متتاليين، شرط الثبات على المشهد الحالي، لا سيما شوط الأهداف الأربعة في مرمى النصر. وحقيقة الأمر أن كل من اعتقد أن الشارقة المرشح الوحيد نظراً لرصيده الأكبر وللاعبيه المتميزين ولمدربه «الداهية»، أقول له: انتظر، فمع توالي الجولات تزداد حدة المنافسة، وهناك من يقول: انتظر على الأقل للجولة المقبلة التي تتصارع فيها 6 فرق كبرى من خلال 3 مواقع كسر عظم، وهي الشارقة والوصل، المتصدر ووصيفه، وبين العين والوحدة وما أدراك، والثالثة بين شباب الأهلي الذي لا يزال يبحث عن نفسه ويريد أن يجدها على حساب الجزيرة، الفريق الوحيد الذي أوقف نصف المد الشرجاوي وقال بصوت عالٍ: نحن هنا.

وتسألني عن حكاية الأب وأولاده أقول لك: انظر إلى المدرجات وهذا الإقبال الجماهيري الحاشد، هل رأيت له مثيلاً في زمان الاحتراف؟ بل هل رأيت له مثيلاً منذ انطلاقة الدوري على مر التاريخ؟ وسؤال ثالث: هل تدري ما السر وراء هذه المتعة وهذه الإثارة وهذه الأهداف المتلاحقة الجميلة، من ثنائية مبخوت إلى ثنائية كايو إلى هاتريك ليما وغيرها الكثير؟ السر يكمن وراء هذه الجماهير التي تملأ مدرجات الوصل والعين والشارقة والجزيرة والوحدة، ولهذا فهي في المراكز الخمسة الأولى، وأيضاً في عجمان الذي يحقق فوزه الثاني بجدارة، وهي نفسها التي ظلت خلف خورفكان حتى حقق فوزه الأول، وتساند كلباء الذي يغضب مدربه حتى من الخسارة أمام الزعيم العيناوي.

وإذا كانت الجماهير بمختلف انتماءاتها هي النجم الأول لدوري هذا الموسم، فاسمحوا لي أن أقول عما أشاهده في مدرجات الوصل إنه حالة خاصة، فهناك يلفت انتباهك وجود الأب وابنه الصغير، بل يجر خلفه كل «عياله»، دقق النظر ستجد الصغار ينافسون الكبار في العدد والعدة أكثر من أي مدرج آخر، إنه حب الكيان لدرجة العشق.

الوصلاوي لا يكتفي بالزحف خلف فريقة، بل يعلم صغاره الحب والانتماء والحضور والمساندة منتصراً ومهزوماً.

آخر الكلام

هناك من الأندية من تتزايد جماهيره، وهناك من تهجره (انظر حولك) فالأجيال الجديدة لا تشجع إلا المنتصرين.

*نقلاً عن البيان الإماراتية

زر الذهاب إلى الأعلى