قضايا ودراسات

«بيزنس» الدراما

مارلين سلوم

يبدو أننا نواجه في رمضان هذا العام «الاحتكار» بأوجه متعددة، ومنطق «البيزنس» يسيطر على مخططات بعض المنتجين ورجال الأعمال وأصحاب محطات.

ويبدو أن المفاجآت لا تنتهي، ولا ندري إن كانت كلها إيجابية، أم أن بعضها ينعكس سلباً على الدراما والجمهور في آن؟! فبعد القرار الذي صدر عن «الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية»، المالكة لأكبر مجموعة شبكات تلفزيونية («سي بي سي»، «دي إم سي»، «أون» و«الحياة»)، بعرض أعمالها التي أنتجتها من خلال شركتها «سينرجي»، بشكل «حصري» عبر منصة خاصة لها باسم «واتش إت» watch it على الإنترنت، ما يعني حجبها عن «يوتيوب» الذي كان يوفر للمشاهدين فرصة إعادة مشاهدة المسلسلات في أوقات تناسبهم، هل ستجد الأعمال طريقها إلى الجمهور العادي البسيط، الذي ينتظر بشوق الدراما الرمضانية التي تجمع الأسرة حولها والأصدقاء؟

لماذا يعتبر قرار الشركة مؤثراً؟ لأنها المالكة لنحو 15 مسلسلاً مصرياً، من أصل 20 تم إنتاجه لهذا الموسم. أي أن الشركة تتحكم بالعروض، وهذا حقها، وهي «تحتكر» المسلسلات والشاشة وتحجب المشاهدة الثانية أي الإعادة المجانية عن المتابعين، كي تتمكن من عرضها على منصتها الرقمية التي أطلقتها حديثاً.

المشكلة أن المتابعة عبر منصة هذه الشركة «مدفوع الثمن» وليس مجانياً، وعليك الاختيار ما بين اشتراك شهري ونصف سنوي أو سنوي. علماً أن كثيراً من القنوات العربية تملك منصات تعيد من خلالها عرض كافة برامجها ومسلسلاتها، بلا أي مقابل مادي.

لن يتحمل الجمهور أعباء المشاهدة الرمضانية، وهو بالكاد يؤمّن متطلبات العيش في ظل الأزمات الاقتصادية الخانقة، ولن يُقبل الملايين على دفع الاشتراك من أجل عيون هذا البطل أو ذاك؛ ولتسقط من حساباته بعض الأعمال لا بأس، فقبل وجود «اليوتيوب» والمشاهدة عبر الإنترنت، كان يختار ما يريد مشاهدته وسط الزحام الرمضاني وتخمة الأعمال التي كانت تفوق قدرة أي إنسان على مشاهدتها كلها، وينتظر مواعيد إعادة العرض على نفس القنوات أو غيرها، ويستمتع طوال السنة بالمشاهدة الهادئة.

«يوتيوب» لم يعد مقياساً حقيقياً لنسب مشاهدة الأعمال، ولا يمكن الاعتماد عليه كمعيار دقيق في «معركة» القنوات والمسلسلات والنجوم للحصول على لقب الأكثر مشاهدة. وبالرغم من أن أرقام الإنتاج تراجعت كثيراً، إلا أنه لا مفر من اللهاث خلف المسلسلات ومواعيدها، والقنوات والخريطة التي تحددها.

marlynsalloum@gmail.com

زر الذهاب إلى الأعلى