مقالات رئيس التحرير

حافظ على أخيك

محمد القبيسي
انطلق فيروس منذ فترة وجيزة من سوق الأسماك بمدينة ووهان الصينية ليسبب رعباً بين الناس في جميع أنحاء العالم وخوفاً بين أوساط العلماء من تفشّيه وتحوُّله إلى وباء عالمي، من أعراضه حدوث ألم في الحلق وصداع وضيق في التنفس وارتفاع درجة حرارة الجسم والإصابة بالتهاب رئوي حاد. ينتمي الفيروس الجديد إلى عائلة الفيروسات التاجية التي تمتلك زوائد تشبه التيجان ومنها حصل على اسمه كورونا.
ويرى الباحثون أن أشهر طرق انتقال العدوى تكمن عبر السائل (الرذاذ) الذي يخرج عن طريق السعال أو العطاس دون تغطية الفم بشكل جيد، وعن طريق اللمس أو مصافحة شخص مصاب بالفيروس أو ملامسة سطح أو جسم عليه الفيروس ومن بعدها لمس الفم أو الأنف أو العين مباشرة.
إن كل ما سبق وذكرناه يوضّح أهمية اللجوء إلى الاحتياطات اللازمة عند التواجد في الأماكن العامة للوقاية من احتمال الإصابة بالفيروس في حال كان أحدهم حاملاً له؛ وعلى رأسها المحافظة على النظافة العامة وغسل اليدين بصورة منتظمة ووضع قناع طبي لتغطية الأنف والفم خصوصاً حيث يتجمَّع عدد كبير من الناس سواء كان ذلك داخل وسائل النقل العامة أو المحال التجارية والمولات أو في الجوامع لأداء الصلوات وبالتحديد صلاة يوم الجمعة التي تضمُّ عشرات المصلين من مختلف الجنسيات في بلدنا الحبيب الإمارات.
ولا شك أن أفضل منبر يمكن أن يصل صوتهاليوم لجميع أفراد المجتمع هو منبر خطبة الجمعة، تليها وسائل الإعلام على اختلاف أنواعها، ما يحدوني للتقدُّم بجزيل الشكر والامتنان للهيئة العامة للشؤون الاسلامية والأوقاف التي جعلت من أفراد المجتمع شريكاً لها من خلال تطبيقاتها التفاعلية وموقعها الإلكتروني الذي يسمح لأي شخص كان بإبداء رأيه وتقديم اقتراحاته حتى بخصوص اختيار موضوعات خطب الجمعة.
إنني ومدفوعاً بحب الوطن والحرص على سلامة أفراده من مواطنين ومقيمين ممَّن تجمعنا بهم أواصر المحبة وأسس السلام تقدمت باقتراح لموضوع خطبة جمعة يكون عنوانها “حافظ على أخيك” عبر تطبيق الهيئة العامة للشؤون الاسلامية والاوقاف، على امل ان تكون في اقرب جمعة، وغايتي من ذلك أن نخصص هذه الخطبة لنصح كل شخص يشعر بوعكة صحية من أعراضها السعال والعطاس وارتفاع درجة حرارة الجسد إلى الصلاة في منزله حفاظاً على إخوانه من احتمال انتقال العدوى إليهم، فكما هو معلوم أن البعض يأتون لتلبية نداء الصلاة وهم يشكون من حمَّى أو سعال أو إصابة بزكام خفيف أو شديد ولا يتمالكون أنفسهم من السعال أو العطاس دون أن ينتبهوا لتغطية أفواههم فينتشر الرذاذ المتطاير بين المصلين، وعند سجودهم يلامسون السجادة ممَّا قد يشكل فرصة لانتقال اي نوع من الفايروسات إليها ومن ثم احتمال انتقاله إلى الكثير من المصلين الذين يسجدون بدورهم على السجادة ذاتها.
وفي الحقيقة، لا نريد أن نخرج بفتوى بهذا الصدد لأننا لسنا بموضع يؤهلنا لذلك فالأمر متروك لعلماء الدين، ولا أن نمنع الناس من الصلاة في المسجد، ولكننا ننصح بحبٍّ كل من يجد نفسه مريضاً أن يصلي في منزله حرصاً على سلامة إخوانه من المصلين.
زر الذهاب إلى الأعلى