مقالات رئيس التحرير

فضيلة العلماء

محمد القبيسي

قبل سنوات عدة شاهدت مسلسلا لشخص اطلق على نفسه لقب دكاترة وليس دكتور، لان لقب دكتور لا يليق بشخصية مثله وذلك لانه قام بدراسة العديد من التخصصات، وبعد التقصي عنه وجد بانه لم يكمل اي شهادة، وعند سؤاله لماذا لم تكمل حتى ولو تخصص واحد، كان رده بان كل التخصصات كانت سهلة لذلك كنت اتنقل من تخصص لاخر وفي النهاية لم ارد ان اكمل اي دراسة لان مستواي عالي، العبرة من هذه القصة هي لبعض الشخصيات التي لم تكتفي بلقب فضيلة الشيخ العالم بل تريد كما اسلفت في قصة الاخ “دكاترة” ان يطلق عليها لقب فضيلة المشايخ او العلماء نسبة لتخصصاتهم المتعددة فلكل تخصص لقب عالم واجتمعت في شخص واحد ليصبح بعدها لقبه “فضيلة العلماء”.

بصراحة لم نعرف نحن عن هؤلاء ماهو تخصصهم في عالم التخصص الدقيق، فهل هم وعاظ وعلماء في علم الاجتماع؟ ام علماء في علم الحديث الشريف، ام علماء بالتخطيط الاستراتيجي في مناهج التربية والتعليم، ام علماء في علم الجينات؟ ام علماء في مجال التصوير السينمائي، ام علماء في الاذاعة والتلفزيون، وحتى في ظهورهم على الاذاعة والتلفزيون لم نعرف لهم شخصية فتارة مفتين وتارة يتكلمون عن مشاكل المجتمع، واخرى في اظهار سلبيات مجموعة من البشر، واحيانا في العلاقات السياسية وما يحدث بين الدول، لا نعلم ولا ندري من هم؟ هذا هو السؤال، لاننا نجد انفسنا امام موسوعة متحركة في كل اتجاه، ولا ترسو على موعظة متعمقة بل هي دائما على السطح، ومنهم من سمعنا لهم بعض الخطب التي طالت لساعات لم يستشهدوا فيها ولو بآية أو بحديث أو دليل، فهل كلامهم ملهم، ام ماذا؟

اليوم اذا تكلمنا عن الوعظ فهو ينطلق بتفسير او شرح او دروس فقهية وليس ان نرد على فلان وعلان، وقصص وسوالف من هنا وهناك، نحتاج الى فقهاء يعلمون افراد المجتمع اساسيات المباديء الدينية، يعرفون اجيالنا بسيرة الانبياء والصحابة والتابعين، ليقتدوا بهم وبمرؤاتهم، واخلاقهم، وسيرتهم الحسنة، اما الخطابات الرنانة، والاقوال الطنانة، لم تعد فنا للحديث فالعلم يحتاج الى فهم عميق للقران، وطرح اساليب جديدة لمخاطبة الاجيال وليس بتغيير الاحاديث والتشكيك بها والاستهزاء بقدوتنا  اطهر البشر رسول الله صلى الله عليه وسلم.

زر الذهاب إلى الأعلى