مقالات عامة

كتلة مشاعر

نورة القبيسي

كتلةٌ من مشاعر الغضب تجتاحني، برودٌ يفتت أعصابي وغضبٌ يغلي كحمم البراكينِ في أوصالي، كأنما أنهّمر عليّ فيضٌ من الأسى، وكأني محاصرٌ في قفصٍ وينهال عليّ وابلٌ من النيرانِ، امد يدي أُحاول الخلاصّ ولكّن روحي تسحبنّي إلى الهاويه، عقلي يستنجْدُ ويناضل بكل شراسه، لكن هيهات إن روحي لاتخضع بسهوله، كأنما أُلقّيت عليها لعنةُ شؤمٌ حاصرتها، لن أستطيع أبداً مجاراة أفكاري، صخبٌ من كل ناحيه يملئني، أريد أن أنتشلني من لحظات شرودي وأخبأني في ملجىء الأمانِ، روحي تلهث وكأنها قطعت سنيناً من الأوجاع، أصبحت عالقاً في سرابٍ سرمدي كأني أرى نفسي أسبحُ في أفق مجهول، ألوح بيدي وأصرخ بأعلى صوتٍ لعليّ أجد ملاذي، لكن لا أرى ولا أسمع شيئاً سوى سوادٍ يكتسح المكان، أتساءل بيني وبين نفسي هل ياترى ما أراه حقيقي؟

أمّ هذه تراكماتٍ من سنين الكتمان؟ممزقٌ بين عقلي وروحي تائهٌ في بحرٍثائرٍلايرحم، ياترى هل سأظل على ما أنا عليه؟ أمّ سأكون نقيضاً على نفسي!هل سأنسابُ مع التيارِ كيفما كان ؟ أم سأحسمُ الأمورَ وأُوقف إيلام روحي المكدومه!لقد استنزفت من طاقتي قدراتٍ هائلةً على الصبر، وبدأ بصيص الأمل يخفتُ وينطفىء وهجه من عيني أرى نفسي في أحجيةً صَعُب حلُّها، كأنّي أتلاشى وأتبدد حتى صرتُ أخافُ أن تبتلعني الأيامُ وأنا غير مكترثٍ، كأني قد مشيتُ وتعثرت بفراغٍ أعتراني، أحمل في داخلي أجيجاً ضارياً لايشعر به أحد، وألبسُ قناع الزيفِ مجبراً لأخفي مابين الشقوق إنكساري، لا أعلمُ لماذا أشعرُ أن روحي غُلفت بالحُزنِ وخُتمت لأقع في فخ الضياع! ، لقد دفعتُ ضريبةً مهوله من الحُزنِ ياهل تُرى هناك شيئاً يستحقُ التشبُّت به!

 

زر الذهاب إلى الأعلى