قضايا ودراسات

مناهضة العنف ضد الأطفال

ابن الديرة

الحملة التي أطلقتها القيادة العامة لشرطة أبوظبي، للقضاء على العنف الموجه ضد الأطفال، تستهدف مؤسسات المجتمع قاطبة، لأنها على اتصال مباشر أو غير مباشر بهذه القضية، ولا أحد يمكنه أن يدعي عدم اختصاصه بمثل هذه الأمور لأنها تتعلق بأطفال موجودين في كل بيت ومؤسسة صغرت أم كبرت، حكومية أو أهلية، وجميع أعضائها مطالبون ليس بعدم ممارسة العنف ضد الأطفال فقط، بل ومكافحة مرتكبيه، وتوفير الحماية لكل طفل من كل أشكال العنف والاعتداء والحرمان من الحقوق، والتقصير في توفير كل احتياجاته المعيشية والثقافية والإنسانية على وجه العموم.

لقد اهتمت الدولة تشريعياً وعملياً بحماية الأطفال من أي عنف قد يتعرضون له، وحملة شرطة أبوظبي أحد مظاهر هذا الاهتمام الواجب، لكن التشريعات والتصدي لكل محاولات الاعتداء على الأطفال وطفولتهم على الصعيد الحكومي أمر نثق بقدرته على إحداث نتائج إيجابية كبيرة في هذا المجال، ولكننا نفتقد للجزء الشعبي والمؤسسي من الجهد الإجمالي المطلوب حتى نصل إلى الغاية التي يتمناها الجميع.

الدولة وضعت الأنظمة والقواعد الانضباطية التي تلائم الطفل في كل مكان وزمان، حمته من ممارسة العنف ضده في المدارس، ليس بالعقاب البدني فقط، بل أيضاً بالتوبيخ، أو الاحتقار والازدراء، وحتى حرمانه من مقومات الحياة الطبيعية، وحقه في أن يعيش طفولته ويسعد بها، وفي كل أماكن تواجده، هناك حماية رسمية له، تتطلب تعزيزها بالسلوك المجتمعي المواتي وليس المعاكس والمناهض.

الأسر التي تحتضن أطفال المجتمع كله، يجب أن تتعاون مع المؤسسات التربوية والاجتماعية والدينية والثقافية لتوفير البيئة المثالية لتربية الأطفال في بيئة نفسية مريحة، من دون ممارسة العنف ضد أطفالها، ولا التلويح به وتهديدهم لفرض سلوكيات معينة عليهم أو منعهم عن أخرى، فإذا أحسنت إقامة علاقات إيجابية مع هذه المؤسسات، تكون بذلك نجحت في إقامة سياج يحمي الأطفال ويساعد على أن تكون طفولتهم محفزة نحو مستقبل يكون فيه الشاب قادراً على أن يكون إضافة مهمة لبلاده، وجزءاً من رأسمالها وثروتها الوطنية.

يجب أن تلقى حملة شرطة أبوظبي كل الدعم المجتمعي لينجح المجتمع كله في حماية أطفاله، وتهيئة سبل الحياة السعيدة أمامهم، من دون خطر التعرض للاعتداء المباشر، أو حرمانه من وسائل المعيشة التي تكفل له الحد الأدنى من العيش الآمن السوي، وهذا ممكن إذا قامت كل وحدة اجتماعية بدورها في توعية أفراد مجتمعها الصغير بحقوق الطفل وسبل حمايته، ومناهضة كافة أشكال الاعتداء عليه.

ebnaldeera@gmail.com

زر الذهاب إلى الأعلى