مقالات عامة

10 أيام على إكسبو

جمال الدويري

10 أيام مرت  حتى الآن  على انطلاق «إكسبو 2020 دبي»، وبات يوماً بعد آخر يشهد إقبالاً أوسع وأكثر تنوعاً، حتى اقترب من أن يصبح جزءاً من الدولة، فيعتاد أبناؤها عليه، ليصبح وجهة لهم مثل الكثير من الوجهات التي لا تُمل.

إكسبو، يمتاز عن الوجهات المفضلة للناس لأسباب عدة، أولها أنه حدث مؤقت، وسيغادر إلى وجهة أخرى ليعقد بعد 5 سنوات، ثانيها أن تنوعه أكبر بكثير من أن يتم التعرف إليه خلال زيارة أو اثنتين أو حتى عشر زيارات، وأبلغ دليل على ذلك إقرار الحكومة ستة أيام إجازة، والتي ستصل بالتأكيد لعشرة مع اتصالها بنهاية أسبوع وبداية أسبوع آخر لزيارة هذا الحدث الأيقونة.

أهل الإمارات محظوظون كون هذا الحدث يُقام بينهم، وبالقرب منهم، وبإمكانهم زيارته متى وكيفما شاءوا.
أهمية إكسبو تكمن أن دورته الأولى أُقيمت قبل نحو 170 سنة، وتحديداً عام 1851 في لندن تحت لواء المشاركة الإنتاجية؛ لتعزيز العلاقات الدولية، وإثراء الصناعات التكنولوجية، هذا يعني أن البشرية وقبل أكثر من قرن ونصف القرن، أيقنت أهمية التقاء العالم في حدث يجمعهم على الخير والإنجاز والنجاح، فكان هذا المجمع قبلتهم وسبيلهم لترجمة فكرة اللقاء في نفس المكان والزمان، وفي ذاك المعرض بالتحديد الذي عقد في لندن آنذاك، والذي زاره 6 ملايين شخص، سُخّرت إيراداته لبناء متحف فيكتوريا وألبرت.
في الدورات التالية للمعرض والتي عقدت عام 1876 بالولايات المتحدة الأمريكية، عُرضت أول آلة كاتبة تجارية، وأول جهاز هاتف، لتتبعها دورات ستبقى خالدة في وجدان الناس، ومنها: قصر الكريستال في لندن، والذي أقيم المعرض فيه عام 1851، لعرض ابتكارات الثورة الصناعية، وبرج إيفل والذي كان أيقونة معرض باريس 1889 ولم يحظ بشعبية آنذاك، وأطلق بعضهم حملة لتفكيكه، وكلنا نعرف ما يشكله البرج اليوم، لباريس وللعالم.
ومن أبرز معروضات هذا الحدث، عجلة فيريس الترفيهية في شيكاغو في عام 1893 والتي كانت الأولى من نوعها في مجالات المتعة والترفيه، ومعدن الأتوميوم الذي عُرض في بروكسل 1958 وصنعت منه المصاعد السريعة، وبرج إبرة الفضاء الذي عرض في سياتل 1962 وهو مبنى يبلغ ارتفاعه 185 متراً، ويضم مطعماً على قمته، ولا يزال يزين أفق المدينة حتى اليوم، وغيرها الكثير والكثير إلى أن وصلنا إلى ساحة الوصل في معرض دبي، وهي أكبر قبة غير مدعومة في العالم.
بعد كل هذه المنجزات وغيرها، تقدم دبي تلخيصاً بعدما راقبت ما تحتاج إليه البشرية من إنجازات، وابتكارات، لتجد في ملفها الذي قدمته لاستضافة المعرض أن العالم أصبح فعلاً، بعد ما شهده من تغيرات جوهرية، بحاجة ماسة إلى «تواصل العقول وصنع المستقبل» وهو ما سيكون.

نقلا عن الخليج

زر الذهاب إلى الأعلى