الإمارات تجلو الضباب

جمال الدويري
هذا ابتكار حقيقي، يخدم الطرقات ويحمي الأرواح، فإعلان شرطة أبوظبي عن ابتكارها جهازاً ليزرياً، يحدد المسافات بين المركبات، خلال القيادة في الضباب والظلام، يجب أن يرى النور سريعاً، ويحدّث أكثر وأكثر، لنتخلص من معضلة الضباب التي ألحقت الضرر بكل مواطن ومقيم على أرض الإمارات.
الجهاز الجديد يوضع في مؤخرة السيارة، ويطلق شعاعاً ليزرياً بلون أحمر، لتحديد المسافة الآمنة بين المركبات على الطرق، ويخترق الشعاع الضباب بزاوية هرمية محددة، ويتسع مداه على الأرض على شكل مظلة ويعطي إشارة للسائق، ليترك مسافة أمان واضحة الرؤية، ويمنحه الفرصة لاتخاذ القرار المناسب، تجنباً للحوادث المرورية.
والمفاجأة أيضاً أن الجهاز لم يكن من ابتكار شركات السيارات العالمية التي اكتفت ولفترة طويلة بتزويد المركبات بمصابيح الضباب، ولم تقدم حلولاً عمليةً أحدث، بل هو ابتكار من شباب الدار، يرأسهم العقيد محمد إبراهيم العامري، مدير مديرية الطوارئ والسلامة العامة في قطاع العمليات المركزية، والنقيب حمد أحمد البلوشي، والمساعد أول محمود علي البيرق، والمدرب عبد الله محمد آل علي.
هذا الجهاز، وإذا ما أثبت نجاحه، وهذا المأمول، فإن من الواجب تعميمه بأسرع ما يمكن على السيارات، ليصبح واحداً من شروط ترخيصها، إذ من غير المعقول أن تبقى المركبات تتصادم، كلما حلّ الضباب، وهو مستمر في معظم مثل هذه الأيام من السنة، وإذا لم تصطدم فإن الوقت المستغرق يزيد على الضعف للذهاب والإياب من أبوظبي وإليها.
الإنجاز الذي يسجل لشرطة أبوظبي، أن لدى الجهاز قدرة على اختراق تساقط الأمطار، ولا يسبب أي مشكلات صحية، سواء لركاب السيارة التي ركّب الجهاز عليها، أو المركبات خلفها، ويمكن استخدامه في الطرقات المظلمة لتحقيق الغاية نفسها.
الإمارات، وبفضل استراتيجياتها المرورية، نجحت حتى الآن في الوصول إلى المعدلات العالمية في وفيات الطرق، كما أعلن الفريق ضاحي خلفان تميم، وهو 4.5 لكل 100 ألف من السكان، وإن كانت دبي وصلت إلى مستويات أفضل من ذلك بكثير، وهو 2.5 لكل 100 ألف شخص.
والجهاز وباقي التطبيقات الشرطية، ستكون بالتأكيد طريق الإمارات نحو تحقيق حلمها بالوصول إلى «صفر» وفيات الحوادث المرورية، والصفر المقصود هنا، كما قال الفريق ضاحي خلفان، ليس صفراً صحيحاً، لأن من المستحيل الوصول إلى هذا المستوى، ولكن الصفر المقصود كأن يكون 0.000001، ما يعني وفاة واحدة، لكل مليون شخص، أزيد أو أقل، الأهم حماية الأرواح والممتلكات.
jamal@daralkhaleek.ae