فجر جديد

ابن الديرة
إنجاز جديد يسطر في سجل إنجازات دولتنا المتراكمة، في رحلتها نحو الكوكب الأحمر، يضاف إلى ما عزمت عليه، وبكل إصرار وتحدّ، بأن تسبر أغوار الفضاء بعقول أبنائها وسواعدهم.
في الأمس، كانت ترجمة جديدة لمشروع الإمارات الوطني نحو الفضاء، إذ دشن صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، القمر الاصطناعي «خليفة سات»؛ أول قمر إماراتي، تطوّره أيدي فريق من المهندسين الإماراتيين بنسبة 100%.
قمر جديد يحمل الاسم الأغلى والأعزّ على قلب كل مواطن ومقيم «خليفة»، ففي هذا القمر، كما الأقمار التي سبقته وتحمل الاسم نفسه، أقل ما نؤديه إلى صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله؛ ففي القمر الأخير نسجل دخول الإمارات عصر التصنيع الفضائي الكامل بسواعد أبنائنا، وعند إطلاق القمر في وقت لاحق من العام الجاري سيكون «خليفة سات» القمر الاصطناعي الإماراتي والعربي الأول، مؤسساً بذلك قاعدةً وطنيةً لتصنيع الأقمار الاصطناعية بكفاءات وسواعد إماراتية.
هذا الإنجاز الجديد، يندرج ضمن برامج مجدولة، سجلت خلال الزيارة التي قام بها صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى «مركز محمد بن راشد للفضاء» في أبريل الماضي، حيث أطلق سموّهما، البرنامج الوطني للفضاء، واعتمدا استراتيجيته التي تعدّ أكبر خطة علمية متكاملة من نوعها في المنطقة، تتضمن إنشاء أول مدينة علمية لمحاكاة الحياة على كوكب المريخ، وتضم متحفاً للمريخ، ومختبرات متخصصة، وإطلاق أكبر منتدى لعلماء المريخ في العالم.
إلى جانب ذلك أطلق سموّهما «مجمع تصنيع الأقمار الاصطناعية»، ليكون «خليفة سات» الذي دشنه صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، أمس، هو أول ثمرات هذا الإنجاز، بوصفه أحد أفضل الأقمار المتقدمة في العالم، لما يشتمل عليه من تقنيات متطورة ومحدّثة، تقدم خدمات ذات جودة عالية للمستخدمين.
صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، الذي أعلن عن إطلاق مشروع «خليفة سات»، عام 2013، يؤكد لنا، كعهدنا به، أن لا مستحيل مع الإرادة، وأن التعليم الجيد الذي قدمته الدولة لأبنائها، ها هو يفرز أجيالاً قادرة على صناعة كل شيء، فقمرنا «خليفة» سيحلق في الفضاء نهاية العام، ولكن هذه المرة سيكون أول قمر تطوّره أيدي نخبة من مهندسينا وفنيينا، داخل مختبرات تقنيات الفضاء التابعة ل «مركز محمد بن راشد للفضاء» الذي أوكلت إليه المهمة الأصعب بالإعداد والتنفيذ والإشراف على كل مراحل إرسال «مسبار الأمل» لاستكشاف كوكب المريخ.
أبصارنا شاخصة ونفوسنا مفعمة بأمل «خليفة» و«أمل المسبار».. والقادم بإذن الله حافل بالمزيد.
ebnaldeera@gmail.com