شراء المتابعين على «تويتر»

إيريك زورن*
من بين الأحاديث الكثيرة التي ناقشتها مع مَن حولي طوال الفترة الماضية، برز موضوع أن هنالك أناساً يقومون بشراء المتابعين على حساباتهم الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، وناقشنا فيه الكيفية التي يجب أن ننظر بها إلى هؤلاء الناس، أما من حيث المواقف التي وصلنا إليها، فقد اتفق جميعنا على أنه أمر خاطئ، ولكن السؤال هنا، إلى أي مدى هو أمر خاطئ؟
هو خطأ مثل أن توهم أصدقاءك أن الخاتم المعدني الذي يحتوي على قطعة زجاج هو خاتم ألماس، وهو جرمٌ مثل أن تكذب في طلب وظيفة ما، أو أية نماذج أخرى. كخلفية بسيطة، فإن موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» يعتبر منصة تعكس أنشطة الشخص وأفكاره وآراءه في العديد من المسائل، أما مسألة المتابعين وأعدادهم فهي تعتمد أولاً على شهرة الشخص وتأثيره على من حوله من الناس سواء في مجال العمل أو على الصعيد الاجتماعي، وهو الرقم الذي دوماً ما يظهر للشخص على صفحته الرئيسية.
أظهر تقرير استقصائي نشرته صحيفة نيويورك تايمز نهاية يناير/كانون الثاني، أن من السهولة بمكان زيادة أعداد المتابعين الزائفين على موقع تويتر من خلال دفع أموال بسيطة، وهو ما أعتبره محاولة لتضخيم الذات وإعطائها أكبر من حجمها الحقيقي، وقال التقرير إن شخصيات في عالم الترفيه وريادة الأعمال والرياضة والإعلام، يشترون أعداداً متزايدة من المتابعين بعشرات الآلاف من الدولارات، بمن فيهم الناقد ريتشارد رويبر الذي يعمل بصحيفة «صنداي تايمز» البريطانية، الذي تم إطلاق سراحه بعد اعتقاله لبعض الوقت.
يشير هذا الأمر في الغالب إلى أن من يمارسونها يشعرون بالكثير من الأحاسيس المرتبطة بالنقص والعجز ونكران الذات، من خلال الإيحاء الكاذب لمن حولهم بأنهم أشخاص مهمون ويحظون باهتمام بالغ، فهل من المنطقي أو الأخلاقي أن يقوم الشخص بادعاء امتلاكه لآلاف المتابعين بطريقة تعكس العديد من المشاكل النفسية التي يعانيها، بيد أن السؤال الأهم، هل يغير العدد الظاهر على صفحة ذلك الشخص من طبيعته تلك؟ أم أنها مجرد مسكنات لحظية للأمراض التي يعانيها؟ أعتقد أن الأمر وإضافة إلى كل ما سبق ذكره، فإنها جريمة يجب أن يعاقب عليها القانون، بسبب التأثير الاجتماعي الذي تلقي به على الأفراد من الخداع والتضليل.
أستغرب جداً من أشخاص ناقشتهم سابقاً وقالوا إنهم لا يمانعون أبداً في زيادة أعداد متابعيهم على مواقع التواصل الاجتماعي و«تويتر» خصوصاً، وهو شبيه جداً بأن تقوم بدعوة أصدقائك للتصويت لك في تصويت يتعلق بالشهرة أو الانتشار، فيما أشار من يتفقون معي في نظرتي للأمر إلى أنهم يعتبرون ذلك خداعاً واضحاً، لأن من يطبقون ذلك يعبرون إلى الشهرة وغيرها من المسائل التي تهمهم، على جسور زائفة يمكن أن تنهار تحت أرجلهم في أي وقت.
*شيكاجو تريبيون