قضايا ودراسات

في توصيف العقل العربي

عبداللطيف الزبيدي

هل خطرت هذه التجربة على أذهان أهل الثقافة والإعلام العرب؟ قبل الشرح وطريقة الممارسة، يجب أن نعرف لماذا نحن في حاجة إلى هذه العملية في الوقت الضائع، الذي ليس فيه أيّ مجال لإضاعة الوقت.
ما يحوجنا إلى طريقة تطبيقية مفيدة، تشبه وسائل الإيضاح في المدارس، هو أن العقل العربيّ غير قادر على إدراك أن العصر تغيّر، لهذا هو يرى أن الحاضر امتداد ثابت للماضي، بينما التحوّلات المستجدّة تفرض عليه تغيير طريقة التفكير وأنماط الأداء. في المقابل معضلة أخرى، وهي أن العالم الخارجيّ الذي يعيش في عصر مختلف بآليات مختلفة، غير قادر على هضم أن العقل العربيّ مركبته صناعة انحصارية فلا تسير إلاّ إلى الخلف. محرّكها حدث له شيء في التاريخ الحديث، يقال «عملوا لها عمل»، فصارت لا تعرف غير القهقرى. المتشائمون ينفون إضافة محرك إليها في التاريخ الحديث، فظلت تجرّها الدّواب، بينما مركبات العقول الأخرى ست سرعات. ما قيمة وجود الثقافة والإعلام إذا كانت الأفواه مملوءة بالتراب، رحم الله عهود امتلاء الفم ماء.
أمّا التجربة، فخذ ورقة وقلماً، أو افتح صفحة «وورد» أو «بي دي اف»، وأعدّ قائمة صادقة في وصف خصائص العقل العربي، ألوان سلوكه الملموسة الظاهرة، وطرائق تفكيره ورؤيته، لا تنسَ أيّ شيء حتى ولو لاح لك هامشياً، ثم ضع عبارة وجيزة، أمام كل خط رئيسي وصفيّ، تدلّ على ما يعنيه ذلك السلوك. بذلك تكون قد جمعت العناصر التي تريك مدى أهلية العقل العربي لدخول العصر بطريقة استباقية. مثلاً: فرديّة القرار توريط للشعوب ومقامرة بسيادتها. تجزئة التنمية تعني عدم تحرّك البلد بمجمله. تخلف التعليم والعلوم يعادل إزالة عجلات المركبة. تبديد الثروات الطبيعية وتركها نهباً يساويان التمهيد للمنحدرات الاقتصادية. «تضافر» هذه الجهود السلبية سير لا مفرّ منه نحو زعزعة الاستقرار السياسي.
لزوم ما يلزم: النتيجة الاتزانية: توازن القرار هو عمل مشترك بين التقدير والتدبير والخبرة والعلم والمعرفة والاستشراف.

abuzzabaed@gmail.com

زر الذهاب إلى الأعلى