قضايا ودراسات

دبلوماسيو «عام زايد»

ابن الديرة

كل دبلوماسيي الإمارات هم دبلوماسيو زمن زايد، لكن يظل لدفعة «عام زايد» معناها الشفيف العميق، فهؤلاء يتخرجون من أكاديمية الإمارات الدبلوماسية في عام زايد، في مئوية زايد، لنكون نحن الشهود على هذا الحاضر الجميل المتصل قطعاً بذلك الماضي، يوم استعان القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في تأسيس الدولة، طيب الله ثراه، بنحو خمسة وأربعين خريجاً، انضم بعضهم إلى وزارة الخارجية، فعدوا المؤسسين لهذه النهضة السياسية والدبلوماسية التي نعيش نجاحاتها المتواصلة اليوم، والتي أسهمت في رفع اسم الإمارات عالياً في المحافل الدولية، وأنتجت متغيرات مشهودة في كل شؤوننا مع دول العالم، خصوصاً على صُعد الاقتصاد والاستثمار والتنمية والثقافة والسياحة والطيران، وأنتجت مكانة للإمارات ومواطنيها، تتعزز أكثر يومياً، ومن تجليات ذلك وصول جواز دولة الإمارات إلى المركز السابع عالمياً وهو يتقدم باستمرار وبسرعة البرق كما يقال.
لم يكن هذا يتحقق إلا بقوة الإمارات واسم الإمارات، أما ما يلفت ويثلج الصدر إلى كل ذلك فشعور الإماراتي في الخارج وهو يتعامل مع الآخرين، بأنه مقدر ومحترم، بدءاً من التعريف بنفسه قائلاً: أنا إماراتي.
هؤلاء الخريجون الجدد، ثروة تضاف إلى رصيد الطاقات الوطنية في بلادنا، كما عبّر عن ذلك سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، رئيس مجلس أمناء أكاديمية الإمارات الدبلوماسية، أحسن تعبير، حين خاطب الخريجين في حفل التخرج، ومن خلالهم خاطب الشباب جميعاً، والمجتمع بأكمله. فالعمل الدبلوماسي ساحة عمل حقيقي، ولدينا من التحديات اليوم وفي المستقبل ما يليق بالشباب، وما يناديهم إلى خدمة دولة الإمارات في مختلف المواقع، ووزارة الخارجية والتعاون الدولي في صميم ذلك، فمن خلال الالتحاق بها، يمكن العمل في الداخل والخارج، ومن خلالها يمكن للشباب الجدد استكمال تلك المسيرة العامرة المباركة منذ الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وصولاً إلى النهج المتكامل الذي كرسه نحو خدمة الوطن والمواطن، صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.
وكما خرّجت جامعة الإمارات أجيال الأطباء والمهندسين والأكاديميين والحقوقيين ورجال الاقتصاد والإعلام، والمسؤولين ورؤساء الدوائر وأعضاء المجلس الوطني، والوزراء، وكما أدى جيش الإمارات القوي الدور نفسه، فكذلك فعلت وزارة الخارجية، التي هي مدرسة حقيقية، وها هي أكاديمية الإمارات الدبلوماسية تؤدي خدماتها الجليلة، وكأنها مدرسة في مدرسة.
ولقد تطورت الأكاديمية سليلة معهد الإمارات الدبلوماسي، فاكتسبت شهرة جعلتها اليوم حلم شباب الإمارات المتطلع لخدمة الإمارات في أهم المواقع وأكثرها تأثيراً، ومن يتابع مسيرة الأكاديمية في السنوات الأخيرة يدرك ذلك، وعند جهينة المعلومات والأرقام، الخبر اليقين.
هذه الأكاديمية تقدم علماً متقدماً، وتدريباً يلبي المتطلبات الطموحة، فالتهنئة إلى وزارة الخارجية والتعاون الدولي، وألف مبروك للخريجين وأولياء أمورهم.

ebnaldeera@gmail.com

زر الذهاب إلى الأعلى