قضايا ودراسات

على آسيا مواجهة الشيخوخة الزاحفة سريعاً

ديريك جولدبيرج*

في الوقت الحالي، تكمن إحدى أكبر الفرص للتعامل مع شيخوخة السكان في آسيا، في تحسين التثقيف الصحي، ودعم العافية في سن مبكرة.
تفيد الدراسات بأن سكان آسيا يشيخون أسرع من أي مكان آخر. ويُتوقع أن تصبح اليابان أول بلد «ممعن في الشيخوخة»، مما يعني أن 28% من السكان في الخامسة والستين من العمر أو أكثر، في حين أن خمس السكان في كوريا الجنوبية يُتوقع أن يكونوا في الخامسة والستين بحلول عام 2030. والصين الآن تشيخ أسرع من أي بلد تقريباً في التاريخ الحديث، ويمكن أن ترتفع نسبة إعالة المتقاعدين فيها إلى 44% بحلول عام 2015. إن تأثير هذه التحولات في التركيبة الديموغرافية واسع النطاق، ويمتد من الضغط على النظم الصحية إلى الآثار الاقتصادية الأوسع نطاقاً.
وقد حثت كريستين لاجارد، المديرة الإدارية لصندوق النقد الدولي في الآونة الأخيرة، صناع السياسة في المنطقة على تكثيف استجابتهم -مُهيبةً بأسواق عمل مثل الصين واليابان وكوريا وتايلاند- ومحذرة من تباطؤ في النمو عندما يؤدي تقلص القوى العاملة في اقتصادات رئيسية إلى خفض الإنتاجية. وبطبيعة الحال، تمثل شيخوخة السكان أيضاً عبء تكلفة مضافة في نفقات الرعاية الصحية المتصاعدة، فقد تنبأ مركز المخاطر في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، الذي مقره سنغافورة، بأن تضخم صفوف كبار السن سوف يكلف المنطقة 20 تريليون دولار في الرعاية الصحية بحلول عام 2030. وقد بدأت القنبلة الموقوتة بالاقتراب من لحظة الانفجار مع دقات الساعة، منذ أجيال. في عام 2002، نشرت مجلة العلوم «ساينس» ورقة أظهرت زيادة مطردة في طول الأعمار بدءاً من عام 1840. فعندما رسم الباحثون مخططات لمعدل أعمار الإناث المتوقع في بلدان تسجل أرقاماً قياسية، وجدوا زيادة قدرها ثلاثة أشهر تقريباً في كل عام؛ فالطفل الذي يولد في أي وقت في سنة معينة، يُتوقع أن يعيش ثلاثة أشهر أطول من الطفل الذي وُلد في السنة السابقة.
في عام 1840، عاشت النساء السويديات أطول مدة: بمعدل يزيد قليلاً عن 45 عاماً. وفي عام 2000، سجلت النساء اليابانيات رقماً قياسياً، فكنّ يعِشن حوالي 85 عاماً في المتوسط. كما نما العمر المتوقع للرجال أيضاً بصورة خطية، ولكن ليس بالسرعة ذاتها.
تقول منظمة الصحة العالمية، إنه بحلول عام 2050، يُتوقع أن يبلغ عدد الناس الذين هم في سن 65 عاماً أو أكثر، 1.5 مليار شخص، أي ثلاثة أضعاف العدد عام 2010.
فهل الـ70 هي ال60 الجديدة؟ ومع ازدياد «طول العمر»، هل سيعيش الناس فترة أطول من الصحة والعافية؟ الأدلة لا تزال غير حاسمة.
وليس من المستغرب أن التكاليف الطبية تزداد مع التقدم في السن، وتظهر البيانات أن التكاليف الطبية في شريحة ال70 فما فوق، هي تقريباً ثلاثة أضعاف نظيرتها في فئة ال50- 59. ولكن الأجدر بالملاحظة والاهتمام، هو أنه بين مَن هم في الأربعينات من العمر، تظهر حقاً على الرادار حالات مزمنة رئيسية، مما يشير إلى الحاجة للتدخل القائم على الوقاية، لأولئك الشباب الذين هم في الثلاثينات.
وفي الوقت الحالي، تكمن إحدى أكبر الفرص للتعامل مع شيخوخة السكان في آسيا، في تحسين التثقيف الصحي، ودعم العافية في سن مبكرة. ويجب إشراك الناس العاملين الأصحاء النشيطين الذين هم في الثلاثينات من العمر، في الأثر الذي سيكون لما يختارونه من نمط الحياة، عليهم خلال 30 سنة أخرى.
ولا ينبغي أن يكون المرض والعجز، عاقبتين طبيعيتين للكبر في السن. فالقرارات التي يتخذها أحدنا طوال حياته لها أثر عميق على وضعه الصحي في السنوات اللاحقة.

*المدير الإداري لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في مؤسسة آينتا.
موقع: صحيفة ساوث تشاينا مورننج بوست


Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى