«مجموعة كلمات»
يوسف أبولوز
معرض الشارقة الدولي للكتاب حاضنة مهنية للقراءة والنشر وطرح عناوين من جهات الأرض الأربع. والمعرض بيئة انفتاح على فكر التنوير وثقافة التسامح والتفاعل المعرفي مع ثقافات وحضارات العالم، ويشكل أيضاً بيئة حوار وتلاقي أفكار بين ضيوفه وناشريه وإعلامييه وكفاءاته ذات الخبرات الطويلة والنوعية في قطاع النشر بشكل خاص.
عند النقطة الأخيرة (قطاع النشر) نتوقف اليوم عند تجربة نشرية إماراتية ولدت قبل سنوات قليلة في بيئة المعرض، وأصبحت واحدة من علاماته المتميزة وهي تجربة «مجموعة كلمات» في الشارقة.. المظلة الثقافية لقارئ بالغ الحساسية والرهافة الجمالية وهو الطفل، والطفل يقرأ بطبيعة مختلفة تماماً عن طبيعة القارئ الكبير، فهو يتلقى المعرفة وهو (أبيض) تماماً، ونقصد بالبياض هنا: البراءة والطفولية والعفوية، وتشكل معاً هذه الخاصيات الثلاث مساحة نفسية لقارئ أولي يتأسس بسرعة على ما يكتسبه من ثقافات وعلوم وفنون، وقد انتبهت «مجموعة كلمات» لهذه الخاصيات فعملت منذ التأسيس على اختيار عناوين ومحتويات معرفية تلائم الطفل، وتكوّن له فضاء رحباً وجميلاً للقراءة.
تبدأ «المجموعة» من حجر الأساس الأول وهو الطفل، وتوفر له مادة تناسب عمره وعقله واستجاباته للنص المكتوب والصورة المرسومة، ثم تتعامل «المجموعة» مع فئة عمرية أكبر هي فئة اليافعين، ثم الفتيان، ثم الشباب بتدرج مهني واعتبارات سيكولوجية علمية، أي أن مجموعة كلمات التي باتت اليوم ركناً مهماً في أجنحة معرض الشارقة الدولي للكتاب بخبراتها واجتهاداتها التطويرية التجديدية هي ليست فقط قطاع نشر إماراتي متخصص، بل هي أيضاً قطاع ثقافة متخصصة تتوجه إلى الكائن الإنساني البشري وهو في ذروة صفائه وتلقائيته وروحه العامرة بالخير والجمال.
إلى جانب ذلك.. هل نتحدث بلغة الأرقام للإضاءة أكثر على هذه المجموعة التي تغذي أبناءنا وبناتنا بالمعرفة التنويرية الجمالية الأخلاقية والفكرية أيضاً؟ نعم. في هذه الدورة السادسة والثلاثين من المعرض تطرح المجموعة 65 عنواناً جديداً، واللافت في هذه الإصدارات الجديدة أن بعضها يتوجه إلى الكبار.. غير أننا نقول هنا إن القارئ الكبير يحمل في داخله قارئاً طفلاً عندما يتذكر يفاعته وفتوته وشبابه و«القارئ=الطفل» سواء أكان صغيراً أو كبيراً هو الأقرب لروح الكتاب الذي تنبني عليه ثقافات وحضارات الشعوب.
في إطار الأرقام أيضاً عملت «المجموعة» ووفق ما أعلنته قبيل بدء فعاليات المعرض مع أكثر من 120 كاتباً و100 رسام.. أي أن التنوع هو روح المجموعة والتجديد أهم مساراتها.
رصيد «المجموعة» حتى اليوم 400 كتاب بالعربية نُقل منها إلى لغات عالمية حية أكثر من 50 كتاباً، وغطت «المجموعة» حاجة 3 آلاف مدرسة للكتاب المتخصص في ثقافة الطفل.
أرقام وحيثيات وعناوين.. هي عرس طفولي من أعراس معرض الشارقة الدولي للكتاب.
y.abulouz@gmail.com