قضايا ودراسات

آسيا تتحد لمواجهة تمدد الإرهاب

أندري أكولوف
تدرك إندونيسيا وماليزيا، ودول أخرى في آسيا تعيش فيها أقليات مسلمة كبيرة مثل الفلبين، أنها معرضة لأعمال عنف وإرهاب من جانب مجموعات متطرفة.
أعلنت هذه الدول حالة تأهب أمني بسبب عودة مقاتلين كانوا يحاربون في صفوف تنظيم «داعش» في سوريا والعراق. كما أن «داعش» أعلن أنه يعمل من أجل إقامة «ولايات إسلامية» في عدد من الأقاليم في جنوب شرق آسيا. وحسب معهد الدراسات الإندونيسي في جاكرتا «معهد تحليل السياسات والنزاعات»، فإن منطقة جنوب شرق آسيا تواجه خطراً متعاظماً يتمثل في عنف مجموعات متطرفة تعمل في الفلبين، وماليزيا، وإندونيسيا.
وفي الوقت الراهن، يقوم الجيش الإندونيسي بتعزيز الأمن على طول الحدود البحرية لبلاده مع الفلبين، حيث يخوض مقاتلون موالون ل «داعش» قتالاً ضد قوات الأمن الفلبينية في مدينة مراوي الواقعة في إقليم ميندناو ذي الأغلبية الإسلامية في جنوبي البلاد. ومن الممكن أن يصبح إقليم ميندناو قاعدة للمقاتلين المتطرفين.
ويقول قائد القوات المسلحة الإندونيسية الجنرال جاتوت نورميانتو: «في جميع الأقاليم الإندونيسية تقريباً، باستثناء بابوا، توجد خلايا نائمة ل«داعش»». وقد عرض الجيش خطة دفاع استراتيجية على الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، في حين بنى الجيش منشآت عسكرية في جزر البلاد الشمالية من أجل التصدي للمجموعات الإرهابية التي تتسلل من الفلبين. ونشرت إندونيسيا أيضاً غواصات حول سواحل تلك الجزر، وعززت وجود قوات الأمن في كثير من جزرها.
وقال الجنرال جانيب وارسيتو، القائد الإقليمي في جزيرة سولاويسي ومناطق الحدود مع الفلبين: «إذا انتصرت الفلبين (على الإرهابيين)، فسوف تتعرض إندونيسيا لتسلل المقاتلين المنسحبين. ولكن إذا هزمت الفلبين، فإن منطقة ميندناو ستصبح قاعدة إقليمية قوية ل«داعش» تهدد إندونيسيا وبلداناً أخرى. وهذا يعني أن إندونيسيا يجب أن تكون مستعدة للقتال». بموازاة ذلك، تجري إندونيسيا وماليزيا محادثات بشأن القيام بأعمال مشتركة لطرد العدو المشترك. ودعت إندونيسيا إلى مؤتمر إقليمي مع الفلبين وماليزيا من أجل مناقشة الوضع، خصوصاً الأحداث في مدينة مراوي الفلبينية. ومن المقرر أن تبدأ البلدان الثلاثة قريباً، بمشاركة سنغافورة، مراقبة جوية مشتركة فوق بحر سولو باستخدام طائرات مأهولة وأخرى بلا طيار، إضافة إلى تسيير دوريات بحرية.
وبروز تحالف بين هذه الدول يعيد تشكيل المشهد الأمني في منطقة آسيا – الهادي. وفي الواقع، هناك دول أخرى في المنطقة تأثرت بأنشطة المجموعات المتطرفة. وعلى سبيل المثال، شنت مجموعات متطرفة اعتداءات في الصين وتايلاند.
وأثناء قمة دول جنوب شرق آسيا العام الماضي في فينتيان (عاصمة لاوس)، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن بلاده تسعى إلى توقيع اتفاقية أمنية تشارك فيها دول منطقة آسيا – الهادي. ورأى الوزير أن «المنطقة تفتقر إلى بنية أمنية توحد جهود جميع دول منطقة آسيا – الهادي وتضمن أمنها».
وشاركت في قمة دول شرق آسيا جميع الدول العشر الأعضاء في منظمة «الآسيان» (التي تجمع دول جنوب شرق آسيا)، وكذلك روسيا، وأستراليا، والهند، والصين، ونيوزيلندا، وكوريا الجنوبية، والولايات المتحدة واليابان. ومن المقرر أن تعقد هذه الدول قمتها التالية في الفلبين في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
وخلال اجتماع لمنظمة «الآسيان» في 6 يونيو/ حزيران، أعلن وزير الخارجية الفلبيني آلان كايتانو أن بلاده تجري حالياً محادثات مع الصين وروسيا حول عقد اتفاقيات للتعاون الأمني. وفي مايو/ أيار الماضي، وقعت إندونيسيا وروسيا اتفاق تعاون دفاعي، يشمل نقل تكنولوجيات وتبادل معلومات استخباراتية من أجل التصدي للتهديد الإرهابي.
وفي الوقت الراهن، تكثف إندونيسيا وماليزيا والفلبين جهودها وتعاونها من أجل التصدي للمجموعات الإرهابية والقضاء عليها.

* محلل في شؤون الأمن الدولي مقره في موسكو – موقع «استراتيجيك كلتشر»Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى