مقالات عامة

أسئلة بلا مجيب

عبد اللطيف الزبيدي

ما هي القضيّة البديلة التي ستكون قضيّة العرب إذا طويت صفحة القضيّة التي كانت مركزيّة؟ هذا هو المحور الذي يجب أن يشغل الجامعة العربية، إذا كان لها من استراتيجيّة وجوديّة.
لا شك في أن الأمم التي لها حياة، أو تريد أن تظل على قيد الحياة، لا تستطيع أن تكون بلا قضيّة. خبراء الاستراتيجيّة الأمريكان، خافوا على قواهم العسكريّة الترهل، عندما أيقنوا أن الاتحاد السوفيتيّ آيل إلى السقوط، فسارعوا إلى الإعلان صراحة أن البديل هو الإسلام. لقد اكتوينا بنار البديل. حماقة سوء التقدير جسيمة، فالحرب الباردة التي توهمّوا أنها وراء ظهورهم، نهض من رمادها فينيق أشدّ بأساً، له رأسان صينيّ وروسيّ، تصدّر الاستراتيجيّة الجديدة، وصارت مكافحة الإرهاب في المحلّ الثاني.
هل وقعت «إسرائيل» في الحماقة نفسها؟ يبدو أننا سنضيف فصولاً ممتعة إلى كتاب «أخبار الحمقى والمغفلين»، ويغدو ابن الجوزي فينيقاً تراثيّاً حديثاً. في الملّفات الاستراتيجيّة لدى الأمم، لا تسقط القضايا بالتقادم، حتى حين توحي الأحلام، وتزيّن الأوهام، أنها خاتمة الكتاب. القضايا الكبرى مسرحية لا ينزل لها ستار، إلاّ متى بسم في الأفق فجر العدالة، وضحك صبح الحق.
لا أحد يعلم اليوم ما هي الجامعة العربية، لكن لنا أن نسألها، من باب أن الواقع أوهام زئبقيّة، عن تصوّراتها في شأن مصير العالم العربيّ: هل ستبقى هكذا تمثالاً رمزيّاً؟ ما هو مستقبل خرائط البلدان؟ إذا انتهى أمر القضيّة الفلسطينيّة، بأيّ شكل من الأشكال، بالتصفية، بالشطب، بالتهجير القسريّ أو بغيرها، فهل هي على يقين من أن الأمن سيستتبّ، وأن الاستقرار سيتحقق؟ هل ستكون خاتمة القضيّة نهائيّة أم بداية أشكال جديدة من الصراع؟ ما هي الدلائل والبراهين على أن الشعب الفلسطينيّ، وهو صاحب الحق والمأساة، سيسكت على ما حلّ به منذ وعد بلفور؟ نتخيّل الآن أن منظمتنا أجابت عن واحد من المليون من تلك الأسئلة، لنسألها: إذا أمدّ الله في أنفاسها، فما هي القضيّة البديلة التي ستشغل البلدان العربية المنضوية تحت لامبالاتها؟ هل البديل التنمية الشاملة وإنقاذ الدول الفاشلة؟ أم أن «إسرائيل» الكوبرا» لن يهدأ لها بال إلّا إذا اطمأنّت إلى أن العالم العربيّ لم يعد له حسّ ولا نَفَس؟ هل سيظل العرب يحجمون عن طلب القوّة حتى يظلوا دائماً أهلاً للتغذية النباتيّة على خيار السلام الاستراتيجيّ؟
لزوم ما يلزم: النتيجة العتابية: عيب على القلم أن يكتب كل هذا وهو أساساً لا يدري ما هي المنظمة بالضبط.
abuzzabaed@gmail.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى