أطباء أطفال الطوارئ
ابن الديرة
ترتقي المستشفيات بما تقدمه من خدمات علاجية لمختلف أمراض الأطفال، من خلال أقسام متخصصة توظف فيها أكفأ الأطباء المتخصصين والاستشاريين والطواقم الطبية رفيعة التأهيل، وأحدث الأجهزة المتعلقة بمختلف أنواع الأمراض التي تصيب الأطفال دون غيرهم، إضافة إلى الأمراض المشتركة، إيماناً بأن صحة الطفل هدف استراتيجي يجب أن توفر له كل مقومات تحقيقه، لما للطفل من خصوصية باعتباره رجل الغد الذي سيشارك في بناء الوطن، وأنه صغير محدود القدرة على التحمل، ولا يستطيع مقاومة الألم.
وأقسام الطوارئ في المستشفيات يمكن اعتبارها مستشفيات مصغرة، مطلوب أن تحظى برعاية كاملة غير منقوصة، فلا تشتكي نقصاً في أي مجال، لأن احتمال استقبالها أطفالاً وارد في كل لحظة، وبالتالي، يجب أن تكون هذه الأقسام جاهزة وعلى أهبة الاستعداد مع أي عدد من حالات الأطفال المرضى والمصابين.
هناك شكاوى في عدد من المستشفيات، من نقص عدد أطباء طوارئ الأطفال، بما يحرم المرضى منهم والحالات الطارئة بالتحديد، من خدمة الحصول على الإسعافات الأولية السريعة، ومتطلبات العلاج الشامل للأمراض، وبما يعرض حياتهم للخطر إذا تصادف وجود أعداد كبيرة منهم في وقت واحد داخل أقسام الطوارئ، وطالت فترة الانتظار حتى يحظى الطفل ذو الحالة الطارئة ببعض العناية المطلوبة على يد أطباء متخصصين، ذوي خبرة، يجيدون التعامل مع مختلف حالات الأطفال المرضية.
وتشجيع العلاج السياحي يتطلب تطوير منشآتنا الصحية ورفع درجة كفاءاتها التشغيلية من خلال الأجهزة، والكادر البشري الفني والتمريضي والطبي، وتحديث مختبراتها ومراكز أبحاثها للوصول إلى الجديد باستمرار، وربطها مع مستشفيات عالمية تسبقها في الخبرة والتخصص، لتكون الفائدة في أعلى درجاتها، فيجري تبادل الأفكار والمعلومات والخبرات، ويتم تشجيع المؤتمرات الطبية المشتركة لتكون الفائدة أكبر، والاستفادة من تدريب بعض أطبائنا في مؤسسات صحية خارجية متخصصة، ليحدثوا نقلة في طرق العلاج المتبعة لدينا إذا ثبت أنها أكثر إيجابية.
الوضع لا يحتمل أنصاف الحلول، ولا نظام الاستدعاء المتبع في بعض التخصصات الطبية، فالمقصود هنا طفل صغير، ضعيف القدرة على التحمل، بحاجة لنجدة سريعة تنتشله من آلامه، وتعيد إليه البسمة التي افتقدها مع استفحال المرض أو الحالة الطبية الطارئة.
ولذلك، يجب أن يستوعب القسم المخصص للحالات المرضية الطارئة وإصابات الحوادث، قسماً آخر بداخله متكامل الأركان لطب طوارئ الأطفال، يكون مجهزاً بالكامل لاستقبال الحالات المرضية الطارئة للأطفال، له طواقمه الطبية المتخصصة والفنية والتمريضية الخبيرة، ليتمكن من الوفاء باحتياجات الصغار في أصعب لحظات حياتهم، عندما يبرز ضعفهم، ويكونون لا حول لهم ولا قوة، تتعلق عيونهم ودموعها تنهمر ببارقة أمل يحييها طبيب متخصص، ومكان علاجي خاص بهم أيضاً، بعيدين عن مرضى الشيخوخة، وأمراض النساء وجميع الحالات المرضية الطارئة، وتلك التي تتمسح بالطوارئ لتحصل على العلاج.
ebn-aldeera@alkhaleej.ae