غير مصنفة

أمطار الأمصار

عبدالله محمد السبب

في المعني العلمي للمطر، أنه شكل من أشكال قطرات الماء المتساقطة من السحاب في السماء. هذا هو المطر بأنواعه الثلاثة: (أمطار تصاعدية) تحدث بسبب تمدد الهواء الرطب القريب من سطح الأرض، و(أمطار تضاريسية) تحدث بسبب التقاء الرياح الرطبة القادمة من البحر بمناطق مرتفعة، و(أمطار إعصارية) تكون بسبب التقاء رياح مختلفة في درجة حرارتها ورطوبتها.
(نعم، هذا هو المطر بأنواعه الثلاثة الذي يُعَدُّ من ضروريات الحياة، فبدونه تموت الأرض التي تعيش عليها جميع الكائنات الحية).
{اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا.. اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً هنيئاً مريئاً غدقاً مجللاً صحا طبقاً عاماً نافعاً غير ضار، تحيي به البلاد وتغيث به العباد وتجعله يا ربِّ بلاغاً للحاضر والباد.. اللهم أنبت لنا الزرع، وأدر لنا الضرع، وأسقنا من بركاته.. اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين}.
هكذا ارتفعت أكف مسلمي دولة الإمارات العربية المتحدة من مواطنين ومقيمين وزائرين في جميع مصليات ومساجد إمارات الدولة، في تمام الساعة 11:30 من صباح يوم الجمعة (20 صفر 1439 ه)، الموافق (10 نوفمبر 2017م).. امتثالاً لسنة نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم)، وتنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بإقامة صلاة الاستسقاء.. طلباً لماء السماء، سقيا رحمة لا سقيا عذاب.
وهكذا تأتي الاستجابة الإلهية، فتتلبد سماء الإمارات بسحب وغيوم، لتهل بشائر السماء في مناطق الدولة المختلفة، مالئة الشوارع والسدود.. فيما أكف المسلمين تبتهل إلى الله، مرددين أدعية رسوله الأمين (صلى الله عليه وسلم): {اللهم صيباً نافعاً. اللهم سُقيا رحمةٍ، ولا سقيا عذاب ولا بلاء ولا هدم ولا غرق. اللهم حوالينا لا علينا.. اللهم على الآكام والظراب وبطون الأودية ومنابت الشجر}.
وحيث تعيش الإمارات فرحتها بالضيف الشتوي العزيز، منتشية بما يثلج القلب ويطيب الخاطر.. نعيش المسلسل السنوي ذاته: امتلاء الشوارع بالماء الذي يمارس هوايته بإحداث النتوءات والتشققات والحفر، فيما تتسرب المياه إلى حيث لا فائدة منها وضياعها في متاهات الدروب، حيث لا أقنية أو برك على جوانب معظم الطرق لاحتواء الثروات المائية المهدورة في الشوارع والأتربة والصحاري، فيما تعمل جهات الاختصاص على تسيير سيارات مختصة بسحب المياه من التجمعات المائية التي أحدثتها الأمطار.. وهو فعل لم نكن نتمناه في كل عام لو كانت الاستعدادات العلاجية تمت قبل إقبال الأمطار بوقت كاف من السنة.
وحيث تعيش الإمارات فرحتها بالضيف السماوي السنوي، تعمل الأسر على ممارسة هواية كل عام، حيث التجوال في ربوع الوطن.. احتفاء بالمطر، وترويحاً عن النفس، وإنعاش الحراك السياحي الإماراتي.. إلا أن هذا التجوال إذا لم يصاحبه الاحتراس وأخذ الحيطة والحذر، أدى إلى نتائج وخيمة، تنعكس سلباً على الأفراد والأسر وعلى المجتمع العام، بما يؤدي إلى الخسارة في الأرواح التي هي الرأسمال البشري الوطني، وعتاد الحاضر وثروة المستقبل.

a_assabab@hotmail.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى