قضايا ودراسات

أمن البلاد خط أحمر

ابن الديرة

أمن البلاد خط أحمر، وجميع الأجهزة الشرطية على أهبة الاستعداد لمحاربة تجار المخدرات المفسدين، وهي عيون ساهرة لحفظ أمن المجتمع.. بهذه الكلمات الموجزة والمعبرة ختم مدير مديرية مكافحة المخدرات في شرطة أبوظبي، إعلانه عن إحباط محاولة تهريب مليوني حبة من مخدر الكبتاجون قيمتها نحو 100 مليون درهم إلى دولة مجاورة، كان يعتزم القيام بها ثلاثة مجرمين، اثنان عربيان والثالث آسيوي، وأعياهم البحث عن مخزن مناسب إلى أن وقعوا في يد رجال المكافحة، وسيحالون إلى القضاء بالتأكيد لينالوا جزاءهم.
بداية لا بد من الوقوف تحية لأصحاب الجهود الجبارة التي نجحت في كشف هذه الكمية المدمرة من السموم، رغم نجاح المجرمين في إدخالها إلى البلاد، وعيونهم الساهرة التي تلاحق المجرمين في كل مكان.
ونأمل من السادة القضاة المعروفين بغيرتهم الوطنية وحميتهم في الدفاع عن الإنسان وحقه في الحياة الآمنة، أن يأخذوا لنا حقنا من هؤلاء القتلة، ولسيادتهم أن يتصوروا مليوني حبة مخدرة ماذا ستفعل في متناوليها من الشباب وعامة أبناء البلد وكل من يعيش فيها، وتأثيرها المدمر في الاقتصاد، سواء بسعرها الذي سيبدد في الهواء لصالح المجرمين، أو بتحويلها القوة الفاعلة في مسيرة البناء والتطوير إلى قوى واهنة، خائرة، لا تنتج، خاصة إذا كانت سقطت في مستنقع الإدمان، لتصبح عالة على المجتمع بدل أن تكون شعلة النشاط فيه، والقوة القادرة على العمل والإنتاج بلا توقف.
وفي كل القضايا الأمنية، يجب أن نبحث دائماً عن الدعم الشعبي المتواصل للقوى الشرطية، فهي لا تستطيع في أية دولة كانت مهما كان لديها من إمكانات وتكنولوجيا وكوادر بشرية مؤهلة، أن تحقق إنجازات مشهودة ونتائج إيجابية بقواها الذاتية، فقوى الإجرام شريرة وتعمل في الظلام وتستخدم الطرق الملتوية، التي تمكنها من تحقيق كثير من أهدافها، وعندما تتحد الجهود الشعبية والأمنية فإنها تشكل حصناً مانعاً أمام الجريمة والمجرمين مهما بلغت سطوتهم.
القوى الشعبية أغلبية، ولها النصر دائماً في أية مواجهة تخوضها، والتصدي إلى تجار المخدرات، الذين يبيعون الموت في حبوب مخدرة وقطعٍ من الحشيش والأفيون وسموم البودرة البيضاء، هو واجب وطني، ودفاع عن النفس في المقام الأول والأخير، فهي المستهدفة من هذه التجارة التي ستبور لو تحصن الناس في قلعة من النواهي الدينية والأخلاقية، والغيرة الوطنية على اقتصاد البلد والأبناء المستهدفين، ولن يجد تجار الموت من يشتري بضاعتهم القاتلة، وسيختفون من قاموس حياتنا عاجلاً أو آجلاً.
مجدداً، كل التحية للجنود المجهولين الذين يحملون أرواحهم على أكفهم، ويتصدون لعتاة المجرمين المسلحين وغير المسلحين، الذين يريدون تدمير البلاد والعباد من أجل حفنة دولارات حتى لو قدرت بعشرات الملايين.

ebn-aldeera@alkhaleej.ae

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى